العــــــــــــــدد 9363
الثلاثـــــــاء 11 حزيران 2019
غرفة عمليات في مبنى دائرة الحراج تعمل على مدار 24 ساعة وهي همزة الوصل بين مديرية زراعة اللاذقية وبقية مقراتها من شعب حراجية ومراكز الإطفاء وفرق حرائق للتنسيق المباشر عند حدوث حريق المخصص للإبلاغ عنه رقماً ثابتاً (188) تتلقى عليه الغرفة الاتصالات المجانية من المواطنين للشكاية عند وقوع الحريق أو التعديات الأخرى، يقول م. باسم دوبا رئيس دائرة الحراج: الحرائق ثلاث: صغيرة يقودها رئيس الفرقة أو المخفر ريثما يصل رئيس شعبة الحراج في المنطقة أو رئيس مركز الحماية، وحريق متوسط يقوده رئيس شعبة حراج المنطقة ريثما يصل رئيس دائرة الحراج في المديرية وتستدعى الفرق الأقرب لمنطقة الحريق ويتم استنفار الفرق الناعمة من المناطق الأقل حساسية عن طريق غرفة عمليات المديرية، وفي هذين الحريقين يعتمد التدرّج الهرمي في التكتيك الناعم للسيطرة عليهما.
ما يقلق المحافظة هو الحرائق الكبيرة وامتداد ألسنة اللهب إلى مناطق يصعب تطويقها، ويتولى رئيس دائرة الحراج إدارته لحين وصول مدير الحراج ويتم اختيار منطقة كاشفة للحريق برج أو ما شابه، تتخذ غرفة عمليات الدعم اللوجستي للعاملين في الحريق ويرأسها السيد المحافظ يعاونه قائد الشرطة وقوات حفظ النظام لتنظيم السير في الموقع، وتوثيق الآليات والفرق القادمة من المديرية و خارجها وتوزيعها على محاور العمل بناءً على توجيه قائد الحريق ونجاح إخماد الحريق يعتمد على الدقة وحسن التدبير وبقدر ما ينجح المسؤولون في اتخاذ مواقعهم في غرف العمليات الافتراضية تنجز المهمة أسرع، المحافظ إشراف من غرفة العمليات أو ميدانياً حسب ما تقتضيه الضرورة، مدير الزراعة تنسيق جهود الجهات المشاركة في الحريق مع غرفة العمليات لمعرفة الدعم الواصل من خارج المحافظة ومدى الحاجة إلى الدعم من خلال الاتصال مع القائد الميداني للحريق ( رئيس دائرة الحراج)، تحديد وتوزيع العناصر للدلالة على الحريق (ضابطة حراجية، حراس) لتوجيه الآليات إلى مسارها الصحيح وتحديد مناهل المياه القريبة وعلى جميع الفرق من داخل المحافظة أو خارجها إن كانت فوج إطفاء أم دفاعاً مدنياً أو فرق إطفاء وضع نفسها تحت تصرّف القائد الميداني لمعركة الحريق.
ويفرز العمل في الدائرة النهج التشاركي من خلال فرص عمل لسكان مناطق الغابات حيث تم هذا العام تعيين 90 عامل إطفاء بموجب مسابقة أعلنت عنها مديرية الزراعة في اللاذقية عدا عن تعيين 300 عامل إطفاء و150 عامل تربية وتنمية بموجب عقود سنوية، ويضيف م.دوبا: تمنح مديرية الزراعة السكان القاطنين في المواقع الحراجية فرصة الاستفادة من المنتجات الثانوية للغابة من نباتات طبية وعطرية وريحان وغار وكذلك الرعي والاحتطاب للتدفئة لكن تحت إشراف عناصر الضابطة الحراجية.
وتحصد الدائرة فائدة مزدوجة توجّه العمل تلقائياً لتفريد الغابات ذات الوقود الطبيعي الكبير والحساسية للحرائق بحيث تنظف الطبقة تحت الغابة من الشجيرات والنباتات والحراجية مع القيام بأعمال تربية وتنمية للأشجار والشجيرات الصغيرة وذلك لتخفيف الكثافة الحراجية في تلك المواقع لما لهذا العمل من فائدة كبيرة في تقليل انتشار الحرائق عند حدوثها.
هذا من الإجراءات المساعدة لكن لدائرة الحراج استراتيجية عمل موزعة على ست شعب تغطي جميع المناطق في ريف المحافظة فيها 26 مخفراً حراجياً و5 مراكز إطفاء في جبلة والقرداحة والقليلة والحفة وقسطل المعاف مهمتها إخماد الحرائق الحراجية في الغابات لما تشكله من خطورة على الحرائق وخلال العامين الماضيين حدث أكثر من حريق في بعض المكبّات القريبة من الغابات استمرت عملية إخمادها أسبوعاً تقريباً!.
عدم السماح للرعاة بإشعال النيران لأي سبب ضمن الغابات أو المواقع القريبة وحصر مواقعهم بالغابات الكثيفة التي تتمتع بزيادة الوقود الطبيعي تحت إشراف عناصر مديرية الزراعة.
منع الصيد وعدم السماح بصيد الخنازير إلا بموجب موافقات مسبقة وبمرافقة عناصر من الشرطة.
ويمكن إدراج أسباب الحرائق تحت 3 مسميات:
* العوامل الخارجية وتنطلق من خارج الحدود (تركيا) ويمكن كبح جماحها من خلال المراقبة المستمرة ورصد اتجاه حركة الرياح في المنطقة الحدودية واتخاذ كافة الإجراءات لمنع حدوث أي حريق، ولكن وخلال الأزمة التي نمر بها فإن جميع الغابات القريبة من الجانب التركي لا نستطيع الوصول إليها بسبب الموقف العدواني منه وسيطرة المجموعات الإرهابية على تلك المناطق.
* الأعمال الإرهابية حيث شهدت غاباتنا منذ عام 2012 الكثير من الأعمال الإرهابية بالحرق المقصود لتلك الثروة الحراجية وخاصة في المنطقة الشمالية الشرقية عند سقوط القذائف في الأراضي الزراعية.
* سكك القطار وحركة محدودة حالياً للقطارات وكان سابقاً يجري تنظيف جانبي السكك من كافة النباتات والأعشاب القابلة للاشتعال من قبل مؤسسة الخطوط الحديدية أو من قبل مديرية الزراعة على نفقة المؤسسة لكن هذا الأمر توقف الآن.
وقال دوبا إنه للتصدي للحرائق لا بد من:
* كبت الحرائق المقصودة بزيادة الدوريات والحراسة الليلية والكمائن لعناصر الحراج وقوى الأمن الداخلي ومنع دخول الآليات إلى عمق الغابة وخلال الأعوام الماضية كان بعض الحرائق مقصوداً من قبل المجموعات الإرهابية لتدمير جميع الثروات الوطنية في القطر.
* وضع خطة استراتيجية متكاملة للحد من ظاهرة التفحيم والتعدي على الغابات من خلال إيجاد البدائل للسكان المحليين القاطنين في تلك الغابات مثل تطبيق النهج التشاركي لحماية الغابات وتفعيل القوانين وإيجاد نظام استثمار مدروس يتيح للسكان المحليين الاستفادة من الغابات بشكل منتظم وفق قانون الحراج الجديد رقم 6 لعام 2018، وإيجاد بدائل دخل للسكان الذين يعتمدون على التفحيم في معيشتهم.
* تشكيل فرق للتربية والتنمية في غابات عريضات الأوراق تقوم بعملية تفحيم نواتج التقليم حيث يتم استيعاب العمالة في المنطقة الحراجية إضافة لتأمين مادة الفحم للأسواق.
* منع استخدام الغابات كمكبات للنفايات تحت أي ذريعة لما لهذه المكبات من تأثير سلبي على جماليتها كونها أحد مسببات الحرائق وينبغي إزالة جميع مكبات القمامة المتراكمة منذ سنوات.
* تفعيل دور الإرشاد الحراجي من خلال الاتصال المباشر مع زوار الغابات خاصة أيام العطل وموسم السياحة وتقديم النصائح والإرشادات التي تبين الخطوات المتبعة للحفاظ على الغابة وتوزيع البروشورات والملصقات والإعلانات التي توضح خطورة السلوك الخاطئ أثناء زيارة الغابة ودوره في إشعال النار مثل ترك القمامة في الغابة إضافة للدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه الإعلام المسموع والمرئي.
* تنظيف وإزالة كافة النباتات والأعشاب تحت شبكة التوتر العالي والمتوسط وتحت المحولات الكهربائية وإمكانية استبدال شبكة التوتر المتوسط بأسلاك معزولة وخاصة في الغابات الصنوبرية ذات الحساسية العالية للحرائق، ويكون ذلك بوضع خطة عمل تقوم على التنسيق ما بين رؤساء شعب الحراج في المناطق ونظرائهم في شركة الكهرباء.
* التعامل مع الحرائق المقصودة من خلال زيادة الدوريات والحراسة الليلية والكمائن لعناصر الحراج وقوى الأمن الداخلي ومراقبة السيارات والآليات التي تدخل في مناطق الغابات ومنع دخول أي آلية إلى عمق الغابة، علماً أن هذا النوع من الحرائق هو الأخطر لأنه من الصعب ضبطه ومنعه وخلال الأعوام الماضية تعرضت غاباتنا للحرق المقصود من قبل المجموعات الإرهابية التكفيرية.
أميرة منصور