طفل مبدع يتحدّى ويتفوق

الوحدة:13-11-2023

قرأ أكثر من خمسين كتاباً خلال بضعة أشهر وهو ما يعجز عنه معظم شباب اليوم غير كتب دراستهم واختصاصهم، وتجاوز مسابقة تحدي القراءة  على مستوى المحافظة لينال جائزة المرتبة الثانية وهو أصغر المتسابقين عمراً، وكان في الصف الثاني وهم ما فوق الصف الخامس والسادس.

وإن تسمعه يلقي شعراً تنجذب لموسيقاه ولغته الجميلة السليمة الغافية بين أحضان لسانه وقوافيه بكل عافية وسرور، و حتى نكاد نفقدها عند الكبير فينا والشباب الذين يتفاخرون وينصاعون للغة أجنبية بادعاء الحضارة والعصرية لتكون بين مفرادتهم اليومية كلمات أجنبية تشوه لغتنا العربية.

سمع أبويه يتفاخران ويتباهيان بابنة بلدهم شام بكور وتمنى لو أن لديهم من الأولاد مثلها، وهو ماصدم  ليث المتفوق  والأول في صفه ليهب مسرعاً برده: لم تختبريني أمي بعد، فهلمي وخذي بيدي لخطوتي الأولى، وهو ما سردته لنا والدته –  معلمة صف  – مرام مقصود وتابعت بقولها: ناولته في المساء (صوت صفير البلبل) للأصمعي وهي قصيدة طويلة وما جاء الصباح حتى حفظها وقد فاجأنا باجتهاده مع أني أعلم أنه المجتهد المتفوق ويتقن اللغة العربية بقوافيها وقوافلها، لهذا تقدمت به لتحدي القراءة وكان الأصغر بين 120 متسابقاً ومتسابقة ، وقد فاجأ الجميع بلسانه الطلق فيها.

الطالب ليث قيس علي – مدرسة الشهيد سيف الدين حمود قال عن القراءة : هي جسر ينقلنا من البؤس إلى الأمل، وستكون حراً إلى الأبد، ولا يمكن أن تكون ثرياً أكثر من شخص يقرأ يومياً، وأول آية نزلت على الرسول (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، (وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) والأصمعي الأحب لقلبي والحافظ لكل ما تلفظ به قال: ( من العلم أن تعلم إنك لا تعلم فيما تعلم )،  كتبت من القصص القصيرة اثنتين (عاقبة الغيرة – بائع الحليب). وأحضر للموسم القادم لتحدي القراءة على مستوى القطر لأكون بإذن الله بتحدي القراءة العربي.

أنصح رفاقي بالقراءة ولا يتلفظوا بقولهم: ليس لدينا الوقت، ولا رغبة لنا فهي حاجة وضرورة، والكتاب خير صديق لا يخون ولا يغتاب، وهو المعلم الذي يعلم دون أجر ولا خبز ولا ماء، إذا دنوت منه لا تجده نائماً وإذا قصدته لا يختبئ منك، وإذا أخطأت لا يوبخك وإذا أظهرت جهلك لا يسخر منك، ولكل منا كتاب فلنتبادل الكتب لتعم الأفكار وتطور الذات ونرقى بمجتمعنا.

 

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار