الوحدة:12-11-2023
يعاني الطلاب وأهاليهم في صفوف ومجموعات من موضوع الدروس الخصوصية، ولكل حالة استثناء فهناك المعلم صاحب الضمير الحيّ ليكاد المعلم أن يكون رسولاً، وغيره من التجار الشطار، التي تروى قصصهم على لسان الطلاب وأهاليهم الذين ينقبون عن الملك ووزرائه من المعلمين والمعلمات..
هبة في الصف الثامن تقول: إنها لطالما سألت مدرستها الخصوصية في مادة العربي كيف تكتب موضوعاً فترد عليها: لاوقت لهذا السؤال فقد انتهى وقت درسك وسيبدأ وقت المجموعة الثانية، إنها تحسبها جيداً، وقد أعدت سؤالي، وتضيف هبة: ليست مدرستي اليوم فقط ترد عليّ بهذا الجواب فمدرسة العام الماضي كان لديها نفس الجواب، وتأخذ الحديث عنها والدتها لتقول: الساعة عندهم بآلاف الليرات من مجموعة تتعدى العشرة طلاب، وخلف المجموعة مجموعة أخرى
و هكذا دواليك لباقي اليوم، فقد انتقلت الصفوف المدرسية لبيت المعلمات، والطالب الذي يتعدى الحدود ويغير معلمته التي تعطيه في المدرسة ولا يأخذ دروساً خصوصية عندها تكيل له كل الجفاء، وقد يرسب.
ساندي في الصف التاسع: اختارت لي والدتي أفضل المعلمين والمعلمات في موادي جميعاً وأستاذ الرياضيات مشهور ومعروف، الجميع أراد التسجيل عنده من الصيف، لكن اليوم محدود ب 24 ساعة فقط لا تكفي لجميع الطلاب، لهذا يستبعد من يشاء منهم ليحل غيرهم في مقعدهم، نحاول أن نرضيه فلا نخسره نكتب وراءه ونستعجل ولكنه وجدني بطيئة في الكتابة مع أني أشارك في الدرس وأجاوبه وغيري ليس كذلك، وكان يصيح بي أمام رفاقي ليسخروا مني ويضحكوا، وهو يشاركهم فما كان مني غير أن أشكو مصابي لوالدتي التي اتصلت به على الموبايل لتسأله عن الحل فكان جوابه أن آخذ لوحدي الدروس عنده لكن التكلفة بأضعاف.
وافقت والدتي ورضيت بالأمر، لكنه حدد لي وقت الدرس التاسعة مساء يوم الجمعة فالأسبوع مضغوط، ولما ذهبت في الدرس الأول لم أنل من وقته غير النصف ساعة فقد كان متعباً وكذلك حالي، ولم أجد في نفسي الراحة ولم ترضيني المعلومات، لهذا رجعت لوالدتي لتطلب منه عودتي لمجموعتي السابقة، لكنه رفض بحجة أن رفاقي سبقوني بدرسين، لهذا طلبت من والدتي تغييره ولو كان أبو زيد في الرياضيات، ووجدت ضالتي عند أستاذ آخر فهو خريج هندسة وبرمجيات والذي أكد لوالدتي أني طالبة مجتهدة وسأكون من المتفوقات وهذا ما طيب خاطري وسأكون كما قال.
السيدة أم طارق أشارت إلى أن ابنها سام بكالوريا يكلفها الملايين وقد بدأت دروسه بسحب قرض تسليف بلغ المليونين فقط، لتسديد بعض فواتير الدروس الخصوصية الأولية وأجور المدرسين وأفكر بقرض ثان لأجل باقي الدروس فهي أهم من الأكل والشرب، كما أنه ليس أقل من أولاد الجيران والأقارب، لا أريد لولدي أن يقول يوماً بأني قصرت معه ولم أوفر له التعليم، الدروس في المدرسة ضعيفة جداً، ولا تحقق غاية الطلاب ونصيبهم من العلم و المعلومات، فقد ذكر لي ابني بأن المدرس عندهم قال لهم: لا وقت لحل المسائل وجميعكم تأخذون دروساً خصوصية، ومعظم الطلاب لا يداومون بالمدرسة، والمدرسون أيضاً علهم يلحقون بالدروس الخصوصية.
أم نغم أشارت إلى أن ابنتها في الروضة ووضعتها عند ابنة الجيران لتدريسها لتكون من المتميزات، وتأخذ أجراً لابأس به خمسين ألف ليرة لكل المواد في الشهر الواحد، ولما سألتها دراستها الجامعية (إجازة في الاقتصاد)، ردت وهي تضحك بأن ليس لديها الوقت فهي موظفة وتركض وراء هموم الزوج والبيت ألا يكفيها؟
إنك لترى الطلاب في صولات وجولات في الشوارع منذ ساعات الصباح الأولى وحتى المساء يطرقون أبواب المدرسين والمدرسات، وحتى بعض المدرسين استأجروا بيوتاً وصالات، لأجل الدروس الخصوصية، ومنهم طلاب جامعات يأتي مردودها لمتابعة دراستهم الأكاديمية ومن مختلف الاختصاصات، وقد تجد اختصاصات بعيدة كل البعد عن مجاله مثلاً في الآداب يعطي دروساً في الرياضيات بحجة أنه كان مجتهداً فيها في المدرسة.
هدى سلوم