على طــــــــريق إعــــادة الإعمـــــار «16».. 7955 حريقاً خلال العقد الماضي ..ترميم 1600 كم وشق 35 آخر .. 14فرقة تدخـّل سريع و26 مخفراً … 85 ألف هكتار حراج بين تهديد الحـــــرائق وقصر ذات يد الحماية .. والأمل! (1من2)

العدد: 9362

الاثنين 10-6-2019

 

من لا يتعلّم من دروس الحرائق محكوم بتكرارها، لا تملك مديرية زراعة اللاذقية خيار مسك العصا من منتصفها، لأنّها المسؤولة الأولى والأخيرة عن إخماد الحرائق بل عن قيادة المؤازرة من مختلف الجهات، وبين المسؤوليتين بون شاسع يمتد على مساحة 85 ألف هكتار، 50 ألفاً من الغابات الصنوبرية (البروتي) و35 ألفاً من عريضات الأوراق، مخاريطها الصنوبرية (قذائف هاون نارية) تنقل المعركة المشتعلة إلى ساحات جديدة يساعدها في ذلك زيوتها الراتيخية مزودات الوقود الطبيعي لألسنة اللهب الجائعة.

الغابة غابتان، قسمها العلوي صنوبريات ممشوقات القدم تتأبط خصرها شجيرات وأعشاب ترفع منسوب التأهب بكثافتها العالية لدى عمّال التنمية والتربية المشغولين دائماً بـ (قصقصة) فروعها، لكن دورة الحرائق أسرع عشرة أضعاف من مرور منجل التنمية عليها مرّة كل 65 سنة لـ 85 ألف هكتار نسبة وتناسباً مع الخطة السنوية المقتصرة على 1300 هكتار فقط.
البساط الأحمدي الذي تعرض عليه زراعة اللاذقية إمكانياتها إنما تنقل بها المعاناة إلى جهات أعلى منها لا تحرف عنها المسؤولية التي ترتد إليها أقوى من الأوّل بعد كل عملية شد نبض ونابض، لا يتطلب الأمر منها أكثر من استدارة بسيطة للوراء، عودة زمنية عكس عقارب الساعة لبرهة على حرائق عقد من الزمن تقف عند هفواتها وإنجازاتها، الرقم كبير أكثر من 7955 حريقاً، الزراعي لوحده 4769 والرقم الأعلى سجله عام 2016 بمعدل 1200 حريق لم ينقص في أعوام أخرى عن 200 حريق، الحرائق الزراعية تقلق مديرية تتنكر لها على الدوام كونها تخرج من صلب اختصاصها وتدخل في ممانعات أهالي، ضيق طرق زراعية غير ملبية لآلياتها ومناطق صخرية عصية على صهاريج الإطفاء.
2019 يعني على المخطط 1600 كم طرق ترميماً، 35كم شقاً نفذ منها 10 كم، يعني (7) شعب حراجية و (5) مراكز إطفاء و(14) فرقة تدخَّل سريع و(26) مخفراً و(12) برج مراقبة و(34) إطفائية و(18) جراراً و(100) مضخّة ظهرية جديدة و(540) عاملاً معيناً عقوداً دائمة ومؤقتة.
2019 يعني السير مع عقارب الساعة إلى هدف منشود بالحد من عدد الحرائق إلى 80 حريقاً في العام.

يقول م. منذر خيربك مدير زراعة اللاذقية: بعد تحرير الجيش العربي السوري لمعظم المناطق في ريف اللاذقية من رجس الإرهابيين تبيّن أنّ الغابات والمناطق الحراجية التي تمّ تحريرها وقع عليها اعتداء كبير من حيث الحرق والقطع الجائر، والأزمة التي مرّت بها البلاد عرّضت مناطق الغابات الصنوبرية المتوزعة بالنسبة الكبرى منها في منطقتي الباير والبسيط إلى اعتداءات المجموعات الإرهابية التي قامت بالسطو وسرقة جميع المقرّات الإدارية ومراكز الإطفاء وأبراج مراقبة الحرائق وبعض الآليات العاملة في مراكز حرائق ربيعة وقسطل المعاف وعين عيدو ولم تكتفِ بهذا بل قامت بإشعال النيران وقطع الأشجار وتهريبها إلى تركيا مخلّفة ثروة حراجية مخرّبة فيها وقود طبيعي على أهبة الاشتعال، شكّل خطورة مضاعفة لعمّالنا لتنظيفها وتشفيتها وجود بعض الألغام والعبوات الناسفة، على العكس تماماً من مناطق الحفة والقرداحة وجبلة التي تأخذ حقها من الاهتمام، حتى إن الحرائق الزراعية التي لا تدخل بخطتنا قمنا بإخمادها وأخذت من جهودنا وجاهزيتنا وإمكانياتنا الكثير عدا عن تعرّض كوادرنا إلى الضرب والشتم وممانعة مرور عناصرنا في الأراضي الخاصة نيابة عن الطرق الزراعية الضيقة بعض الشيء على صهاريجنا وإطفائياتنا.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار