الوحدة : 8-11-2023
الأم السورية تمثل نموذجاً مشرفاً لكل نساء الوطن العربي اللواتي عانين ويعانين منذ تاريخ طويل من الاحتلال الاستعماري، واحتملن ما لا يحتمل من قسوة الواقع في ظل الحصار الاقتصادي والحرب المدمرة المجنونة التي تحرق بلادها.
مؤخراً تحررت المرأة السورية من عالم التقاليد البالية وتسلحت بالعلم والمعرفة واستطاعت التوفيق بين العمل والأمومة وواجباتها المنزلية وسطع نجمها بمختلف القطاعات، وأثبتت بأنها قادرة على أن تحقق نجاحات كثيرة وخاصة بالمرحلة التي مرت بنا بالسنوات الماضية.
السيدة (سمر علي سكيف) نموذج مشرف فقدت زوجها تاركاً لها طفلين يزن وعمره أربع سنوات ويامن رضيع في السنة الأولى، لتبدأ رحلة الشقاء والعمل لتأمين لقمة العيش فعملت في الأرض ومواسم قطاف الزيتون والليمون وأي عمل لتأخذ أجر لتأمين قوتها وقوت عيالها.
كبر الأبناء وازداد مصروفهم، لتعمل في مجال الخياطة تاركة ابنها الصغير عند أهلها، ومصطحبة ابنها الأكبر، إذ تخصصت بخياطة لباس الجيش من بدلات عسكرية وجعبات، وتبيعها لهم بربح بسيط إيماناً منها بإكرامهم ليزيد في رزقها في تربية أبنائها، لتكمل عملها مساءً في الفرن الآلي الموجود في قريتها (بسطرة) مؤكدة أن طريق السعي والجد المتواصل يوصلنا جميعاً إلى العيش بكرامة.
فقد استطاعت هذه الأم الصامدة أن تكسب محبة واحترام جميع جيرانها، ومن حولها، وكل من قصد محلها مؤكدة أن السمعة الحسنة ومحبة الناس كنزان ثمينان، موجهة رسالة إلى جميع الأمهات اللواتي فقدن سندهن أن يحافظوا على أبنائهن، لأنهم أغلى من الجواهر والقصور. والجدير بالذكر ابنها الكبير يزن يدرس في جامعة تشرين والأصغر طالب في المرحلة الثانوية.
لك منا كل الاحترام أيتها الأم العظيمة.
كفى ثابت كنعان