الوحدة:2-11-2023
المصدر الوحيد لمياه الشرب في القرية والقرى المجاورة يحمل اسم “العين الكبيرة “، وهي عين تراثية عمرها مئات السنين يرتادها زوار القرية كمعلم طبيعي، جفت هذه العين ليس بفعل الجفاف الطبيعي وإنما بسبب وجود بئر ارتوازي ضمن العقار 1198 العيسوية تم السماح بحفره بالقرب منها وبمكان يعلوها ويبتعد عنها مسافة 130 متراً فقط حسب الأوراق الرسمية، وعلى أرض الواقع وبشهادة الأهالي لا تزيد المسافة عن 50 متراً، الأمر الذي أدى إلى جفاف النبع وتلوثه بالطين، وبعد مراقبة ومتابعة من قبل الأهالي تم التأكد أن سبب جفاف النبع هو البئر الذي تم الحصول على الترخيص عام 2021، وجرى الحفر عام 2022، وقد حصل البئر على رخصة نظامية من الجهات المعنية دون التوقف ولو قليلاً عند الأضرار التي قد يسببها لمصدر المياه الوحيد في القرية.
أهالي العيسوية، بعد ما أصابهم العطش وهدهم نقل المياه من مسافات بعيدة حملوا شكواهم وتوجهوا إلى محافظ اللاذقية ومديرية الموارد المائية وجريدة الوحدة طالبين إنصافهم وأخذ أهمية نبع العين الكبيرة بالحسبان لا سيما وأن واحداً من أهم الشروط الأساسية لترخيص البئر الارتوازي عدم تسببه بالضرر للمياه العامة، ولا شك أن هذا البند وحده الكفيل بردم البئر، لأن المصلحة العامة أهم وأبقى من المصالح الخاصة، سيما وأن صاحب البئر مصطاف ورخصة البئر للأغراض الزراعية.
بدورنا تواصلنا مع المهندس محمود قدار مدير الموارد المائية وأكد ورود الشكوى وبناء عليه تم تشكيل لجنة عاينت الموقع على أرض الواقع ولاحظت جفاف النبع، ولفت في الوقت ذاته إلى أن البئر يحمل رخصة نظامية ومستوفٍ للشروط الفنية، ولكن السؤال هنا: أين كان المجتمع الأهلي والجهات المعنية في العيسوية عندما تم طُلب رأيهم كوثيقة لاستكمال شروط الترخيص ولم يسجل أي واحد منهم اعتراضه على مكان حفر البئر؟ وأين هم اليوم من معاناة الأهالي بعد جفاف النبع؟ ونتحدث هنا عن المجلس البلدي المنتخب والمختار.
وبالعودة إلى رد الموارد المائية على معروض الأهالي عن طريق السيد المحافظ نجد أن الرد لم يتطرق نهائياً لذكر النبع وما آلت إليه من جفاف موثق بالتصوير، وإنما تمت الإشارة إلى الوضع القانوني للبئر، والمشكلة ليست بهذه الحيثية، كما أشار التقرير إلى مفارقة غريبة وهي عدم وجود عين الماء أو النبع على مخططات القرية، هل هذا عذر أم تقصير؟
ثم أليس وجوده على أرض الواقع يقاس بالذهب في ظل الأهمية الاستراتيجية لمنابع المياه.
الخلاصة أنه تقرر تشميع البئر لمدة شهر تتم خلاله مراقبة مياه النبع من قبل لجنة مختصة تم تسميتها لمتابعة هذا الأمر ومعرفة ما إذا عادت مياه النبع لغزراتها السابقة وتؤمن مياه الشرب لأهالي العيسوية وجوارها، وبناء على ذلك ثمة قرارات أخرى نأمل أن تنصف مصدر الماء الوحيد للأهالي.
هلال لالا