العدد: 9361
الأحد-9-6-2019
إن حماية البيئة من التدمير لم تعد مشكلة محلية تهم هذا البلد أو ذاك، ولكنها غدت مسألة أصبحت هدفاً سياسياً ووطنياً، وواجباً على كل فرد، وقد انعكس هذا الأمر على موضوع البحوث الجامعية التي كان هدفها الارتقاء بالبيئة.
الوحدة سلطت الضوء على بعض هذه البحوث من خلال الرسائل الجامعية الآتية…
* الدكتورة لانا صالح: قدمت بحثاً بعنوان: دراسة نمو الغابات وتنوعها الحيوي النباتي تحت تأثير غبار المقالع- حالة موقع تحريج كفردبيل – ريف جبلة حيث تعد مقالع الحجارة من النشاطات البشرية التي تهدد نمو الغابات وتنوعها الحيوي إذ تؤدي عمليات الحفر في الصخور وتفجيرها (أحياناً بشكل غير قانوني) من جهة، ثم تكسيرها وتنعيمها حسب المطلوب (بحص، نحاتة…) من جهة أخرى إلى انبعاث كميات هائلة من الغبار تغطي النبت المجاور بشكل كامل، إضافة إلى قدرتها على الانتقال إلى مسافات بعيدة عن أرض المقلع لتسبب كوارث بيئة وصحية للسكان المجاورين، كما أن ما يحمله الغبار من تشكل المعادن الثقيلة أخطرها إضافة إلى الآليات الثقيلة وما ينتج عن عوادمها واحتكاك عجلاتها بالأرض من كميات كبيرة من هذه المعادن، والتي تتميز بقدرتها على البقاء في البيئة لفترات طويلة وانتقالها عبر السلاسل الغذائية يمكن أن يلحق أضراراً جسيمة بالغابات وبالأنظمة البيئية الأخرى المجاورة لهذه المقالع، وبسبب الغبار المترسب على أوراق النباتات ضرراً كبيراً يتمثل في انخفاض كل من حمض الاسكوربيك، البروتينات، الكربوهيدرات والصبغيات الخضراء، والتي تشير مستوياتها إلى كفاءة عملية التمثيل الضوئي، كما يسبب إغلاق الثغور بالغبار انخفاضاً في كمية الإضاءة اللازمة لعملية التمثيل الضوئي، وزيادة في درجة حرارة الورقة، وقد اقترحت هذه الدراسة إلى ضرورة اختبار موديلات رياضية لنمذجة الحجم والكتلة الحيوية خاصة في الموقع المذكور بهدف تقييم نمو الغابات بشكل أكثر دقة، ووضع خطط الإدارة المناسبة لها للحفاظ عليها والاستفادة منها بشكل مستدام، أيضاً تطبيق بعض المعاملات التربوية على الغابة المدروسة كالتقليم والتفريد لتحسين نموها، واختبار قدرة الصنوبر البروتي على مراكمة معادن أخرى تعد خطرة على البيئة، وتؤكد النتائج ضرورة اتباع تقنيات حديثة في تجهيزات المقالع كالمصافي مثلاً للتحكم بمستويات الغبار عند الحدود العالمية المسموجة.
* المهندسة حنان إبراهيم قدمت رسالة ماجستير بعنوان: تكامل الحياة بين الصناعات في إطار التخطيط البيئي للمناطق الصناعية، حالة الدراسة: تكامل المياه في المنطقة الصناعية في اللاذقية حيث تم اختيار المنطقة الصناعية في محافظة اللاذقية لتكون منطقة الدراسة، وتم العمل على حصر عدد من الصناعات المتجاورة التي تم ترخيص إقامتها ضمن مساحة محددة في المنطقة الصناعية وهي البيرة والألبان والأجبان والبطاطا (شيبس) والرخام والمنجور الخشبي ومغسلة السيارات، إضافة إلى عقدة الحديقة ضمن منطقة الدراسة وأوصت المصانع الداخلة في التكامل بحيث تكون قريبة من بعضها للتخفيف من كلفة الأنابيب والضخ، وأن تدرس تراكيز الملوثات في مياه صرفها لتبقى محققة للقيود مع دراسة عدم الموثوقية في كمية طلب مياه التزويد ونوعية الملوثات في مياه الصرف.
أيضاً تكامل المياه بين المصانع يحتاج تكامل بين اصحاب القرار وأصحاب المصانع والجهات البحثية من خلال تفعيل الحوافز والعقوبات من قبل صاحب القرار، وتنمية الوعي البئي لأصحاب المصانع والدراسات المحققة من قبل الجهات البحثية.
* المهندسة ربا بيشاني قدمت رسالة ماجستير بعنوان «الحت والتعرية.» نشاط ديناميكي يؤثر على التنمية المستقبلية، تراجع في شواطئ برج الصبي ومزرعة القرير وخراب الحريشة في بانياس تكمن أهمية البحث في كونه يسلط الضوء على منطقة الشريط الساحلي نظراً للنشاط الكبير عليه من قبل الإنسان، كذلك يبين مخاطر استمرار عملية التجوية في تآكل خط الشاطئ وبالتالي تأثير ذلك على المنشآت والمشاريع والحد من إقامتها في المناطق المتاخمة للبحر كما يهدف البحث إلى إجراء دراسة جيومورفولوجية لمنطقة بانياس بالاعتماد على المعطيات والمخططات والخرائط المتوفرة للمنطقة، وبالتالي متابعة التغيرات الحاصلة على خط الشاطئ وانعكاساتها الاقتصادية والبيئة والعمرانية (تأثيرها على المنشآت) مع اقتراح الإجراءات والتدابير الوقائية لدرء خط الشاطئ، وأكد البحث على ضرورة التوجيه لأصحاب القرار للحد من التوسع العمراني بالقرب من خط الشاطئ خاصة بالمواقع المذكورة مع إنشاء مركز بحثي متخصص يقوم بجمع البيانات والمراقبة الدقيقة لخط الشاطئ والعوامل المؤثرة (هطل مطري، حرارة، رطوبة، الفعل البشري) مع ضرورة وضع الخطط اللازمة فالمناطق الساحلية تمثل مجال تداخل بين العوامل الطبيعية والبشرية على حد سواء حيث يسود في هذه المناطق نشاط ديناميكي دائم بفعل عوامل طبيعية وبشرية تؤدي بمجملها إلى ظهور مشاكل مباشرة أو غير مباشرة في التنمية المستقبلية لتلك المناطق.
* الدكتورة ديمة سلامة قدمت بحثاً بعنوان: «دراسة فعالية تكتيم القواعد الرملية للمطامر الصحية بإضافة مواد خاصة كالشمع والبنتونايت» حيث يعتمد التصميم الهندسي للمطامر على عزل النفايات عن الأوساط المحيطة باستخدام أنظمة تبطين تمنع انتقال الرشاحات الملوثة الناتجة عن النفايات، وتحد من آثارها السلبية على التربة والمياه الجوفية بهدف البحث إلى مقارنة نتائج دراسة نفاذية ومقاومة الرمل المعالج بالشمع والرمل المعالج بالبنتونايت لاستخدامها في التبطين السفلي للمطامر في مواقع الطمر الرملية، مع التركيز على الرمل المعالج بالشمع باعتبار مادة واعدة للاستخدام في البطانات السفلية للمطامر بدلاً من البنتونايت.
وأظهرت نتائج البحث أن أداء التربة الرملية المعالجة بالشمع يفوق أداء التربة الرملية المعالجة بالبنتونايت من حيث الكثافة والمقاومة، وبالتالي يمكن اعتبار التربة الرملية المعالجة بالشمع خياراً جديداً لمواد التبطين يمكن استخدامه بأمان في التبطين السفلي للمطامر في المواقع ذات الترب الرملية يؤمن حماية التربة والمياه الجوفية من التلوث بالرشاحات الناتجة عن النفايات.
* المهندس علي حيدر قدم رسالة ما جستير بعنوان: استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في نمو وإنتاج البندورة المحمية فغالباً ما يتم التخلص من هذه المياه نحو المسطحات المائية (بحار- أنهار) مما يترتب على ذلك مشاكل بيئية عديدة تستدعي ضرورة التدخل لإيجاد طرق آمنة لإعادة تدويرها والاستفادة منها، بمعنى آخر: تأتي أهمية هذا البحث من خلال دراسة إمكانية اجراء تعديل أيوني على هذه المياه، وبالتالي الاستفادة منها كمصدر سمادي وبديل جزئي للأسمدة الكيميائية، إضافة إلى الاستفادة منها كمصدر مائي مستمر وإيجاد حل بيئي مناسب من خلال استغلال هذه المياه في الزراعة، وبالتالي تقليص الأثر البيئي السلبي الناتج عن تصريفها بشكل غير مدروس، وفي سورية استعملت المياه المعالجة لري عديد من المحاصيل الحقلية والصناعية والعلفية إضافة إلى الأشجار الحراجية في الغوطة الشرقية لمدينة دمشق وضواحيها والأراضي الزراعية الواقعة على جانبي مجرى مياه الصرف الصحي في سهول حمص وحماة، إضافة إلى المناطق المروية في السهل الجنوبي لمدينة حلب. وقد أبدت تلك النباتات استجابة السمادية المغذية والضرورية لنمو وإنتاج النبات، وأعطت مردوداً اقتصادياً جيداً وأعلى من مردود تلك المحاصيل المروية بمياه الأنهار أو المياه الجوفية، حيث تراوحت نسبة الزيادة في المردود بين (10و50%) مياه الصرف الصحي أو المياه العادمة: هي عبارة عن مخلفات سائلة ناتجة عن أنشطة الإنسان المختلفة سواء كانت المنزلية أو التجارية أو المؤسسية أو الصناعية بحيث يتم تجميعها من خلال شبكة من الأنابيب والقنوات لتصل إلى نقطة تجميع للبدء بعملية المعالجة وتسمى هذه النقطة بمحطة معالجة المياه.
رفيدة يونس أحمد