الوحدة 20-10-2023
ما بين نفقات الطالب الجامعي واحتياجاته التي لا تعدّ ولا تحصى من مواصلات وسكن وكتب ومعدات جامعية وأقلام وغيرها، تأتي مشاريع التخرج وهي غنية عن التعريف، ففي الكليات الهندسية يجب على طالب التخرج تقديم مشروعه الخاص الذي من خلاله يحصل على شهادته الجامعية وينطلق إلى سوق العمل .. فما هو مصير هذا المشروع بعد تقديمه للكلية، هل سيكون حبيس أدراجٍ أم سيكون للمشاريع المميزة حيز لدى جامعة تشرين لتبصر النور ؟! وهل يستطيع الطالب تحمل نفقات إنجاز هذه المشاريع؟ للاطلاع على حال الطلاب التقت صحيفة الوحدة عدداً من طلاب هندسة العمارة الذين أجمعوا على أن دراسة الهندسة مكلفة جداً من بداية دخول الطالب هذا الاختصاص حتى التخرج، ففي السنة الأولى عليه شراء الأدوات الهندسية وهنا تكون التكلفة الباهظة من مساطر ومثلثات وأقلام التحبير وكراتين الرسم.. في السنة الثالثة تزداد التكلفة لتشمل اللابتوب والطباعة وإنشاء مشاريع علماً أن هناك تكلفة أسبوعية كورق الزبدة والألوان، فالقلم على سبيل المثال ب٧٠٠٠ ل.س يحتاج كل رسم لخمسة عشر لوناً من الأقلام وغالباً ينتهي القلم من أول كرتونة يتم رسمها. بذلك يكلف المشروع الواحد في سنوات الدراسة أكثر من مئة ألف ل.س وإذا قمنا بحساب تكلفة كل فصل فهناك ثمانية مشاريع على الطالب تقديمها أي ٨٠٠ ألف ل.س. في سياق متصل تزداد التكلفة في السنتين الرابعة والخامسة في هذه المرحلة تبلغ تكلفة المشروع الواحد ٥٠٠ ألف ل.س، والكلية لا تقدم أي دعم مادي أو أدوات للطالب عدا عن تقدمتها كرتونة امتحانية فقط في الامتحان السريع. وعن قاعات الحواسيب في الكلية فهي فقط للتدريس لا تخدم الطالب في شيءٍ آخر . مع كل ما يعانيه الطالب في سنوات دراسته تأتي مشاريع التخرج وهنا تكون التكلفة الباهظة والجهد والتعب فأقل مشروع تبلغ تكلفته مليوني ل.س فرول الورق الذي ينفذ عليه المشروع تبلغ تكلفته ٥٠٠ ألف ل.س عدا عن التعب والجهد بعد كل هذا يكون مصيره أرشيف الكلية أو المجهول ولا يستفاد منه الطالب بأي شيء.. حملنا هموم الطلبة والتقينا عميد كلية العمارة د. طارق بركات حيث قال: تكاليف الدراسة الجامعية في الهندسات والطبيات مرتفعة جداً يعود السبب لغلاء أسعار مواد الاختصاص، فجميع المواد مستوردة لذلك يرتفع سعرها بارتفاع سعر الصرف أي ليس للجامعة اي علاقة بغلاء هذه المواد، ولكن رئاسة جامعة تشرين تقدم بعض الدعم للطلاب بحسب الإمكانيات الموجودة فقد قدم د.بسام حسن ٢٥ ألف كرتونة رسم لطلاب الهندسة المعمارية توزع في سنوات دراستهم وتكفلت الجامعة بالشاسيات الخشب والألوان، ولكن بالوضع الاقتصادي الحالي وميزانية الجامعة فهي غير قادرة على دعم الطلاب مادياً أو تأمين جميع المواد خلال سنوات الدراسة. وعن مشاريع التخرج بين د. بركات أن المشاريع المميزة يتم اعتمادها من قبل جهات مختصة فمنها ما أُرسل إلى وزارة الإدارة المحلية ووزارة الخارجية كما تم اعتماد مشاريع إعادة إعمار في جبلة. في سياق متصل فقد أكد أن عدد الطلاب المتقدمين لامتحان العمارة ٧٠٠٠ طالب على مستوى سورية وهذا الرقم مرتفع رغم تكاليف دراستها العالية أي أن الجميع على دراية بتكاليف دراسة الهندسة المعمارية ولكن المتقدمين لم يقل عددهم وإنما في زيادة..
بتول حبيب