الوحدة: ١٣-١٠-٢٠٢٣
أيام من العمر لاتنسى قضيناها في إيران، مشاهد فريدة، لحظات ساحرة بريقها يخطف الأنظار، تخطيط عمراني منظم جسور وأنفاق، أبراج ومتاحف وحدائق، بلد عريق متنوع حضارياً وثقافياً. حيث قام وفد إعلامي مؤلف من ١٧ زميلاً وزميلة من كافة وسائل الإعلام السوري بزيارة لإيران، اطلع الوفد خلالها على المواقع السياحية والثقافية والمتاحف التوثيقيةالتاريخية والدينية.
محطتنا الأولى كانت مدينة طهران شاهدنا أبنيتها الحديثة وشوارعها المنظمة النظيفة ونفق توحيد الذي يبلغ طوله ٢كم، والفن المعماري الإسلامي.
وفي كل ركن ومكان رأينا لوحات فنية جميلة صنعت من مواد بسيطة جداً مما أضفى رونقاً وجمالاً آخاذاً.
زرنا ساحة آزادي برج الحرية التي تتوسط طهران، وهي أشهر ساحة حالياً، صممت ب ٤٠ شكلاً هندسياً، مساحتها ٥٠ ألف متر مربع، ولفتتنا محطة مترو الأنفاق التي تضم
٢٠٠ محطة تقريباً، وهي مكيفة صيفاً شتاءً، طول الشبكة تقريباً ١٢٠ كم، تخدم كل أحياء وشوراع طهران، ويعد أكبر نظام مترو للنقل السريع.
واستوقفنا برج الميلاد للاتصالات الذي يبلغ ارتفاعه ٤٣٥ م، وهو البرج السادس عالمياً، وسرعة المصعد فيه ثانية كل سبعة أمتار، يوجد بداخله مجسمات من الشمع لشخصيات معروفة ومشهورة سياسية وثقافية وفنية ورياضية وشعراء، بالإضافة إلى وجود ألعاب ترفيهية.
ومررنا بجسر الطبيعة الساحر المؤلف من ثلاثة طوابق، تغطيه مساحات خضراء ونباتات، يصل بين حديقتين: حديقة أعمدة النار والماء تخرج النار من الأعمدة لتتماوج مع الماء، وهذا الجسر نفذته طالبة إيرانية تدرس الهندسة عمرها ٢٠ عاماً.
وزرنا بحيرة خليج فارس مساحتها ١٢٠ هكتاراً، مصدر مياهها من الثلوج، فيها مدينة ألعاب ترفيهية وأسماك متنوعة.
ولفت نظرنا بستان الكتب الذي يعد أكبر بستان للكتب في غرب آسيا، ويضم ستة ملايين كتاب، ويقسم إلى ثلاثة أقسام من كتب للكبار و للأطفال، ويوجد سينما وأماكن مخصصة للدراسة.
وتعرفنا على الوسائل الإعلامية الإيرانية من أبرزها: وكالة إرنا للأنباء الإيرانية التي تبين عراقة الصحافة الإيرانية ومصداقيتها في نقل الحقيقة وتفاصيلها ومايجري من أحداث. هذا وشرح مدير وكالة إرنا للوفد الإعلامي آلية وطبيعة عمل الوكالة وأقسامها التي تأسست منذ عام ١٩٣٤ م ، وهي وكالة رسمية تغطي الأخبار والأحداث المحلية والعالمية، لديها مكاتب وممثلين في ٤٨ دولة في العالم منها دمشق وبيروت.
وزرنا صحيفة الوفاق باللغة العربية وصحيفة ديلي الإيرانية باللغة الانكليزية، وكان لنا لقاء مع محمد ناصر كنعاني الناطق باسم وزارة الخارجيه الإيرانية الذي تحدث عن العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تحسن العلاقات مع دول الجوار، والسعي لكي تعود إيران لدورها الفاعل في المنطقة.
وقدم الزملاء أعضاء الوفد جملة من التساؤلات والاستفسارات حول الوضع الراهن تمت الإجابة عليها.
واستقبلنا السفير السوري في طهران شفيق ديوب الذي تحدث عن أهمية العلاقات الثنائية السورية الإيرانية لمواجهه كافة التحديات والعقوبات المفروضة على البلدين الشقيقين.
أيضاً زرنا مقامات دينية والسوق التراثي في قم والتي يوجد فيها جلديات وأحذية وأحجار كريمة وعقيق .. وغيرها.
كما زرنا السوق التراثي التاريخي في مدينة أصفهان الذي يضم أعمالاً يدوية متنوعة تشد الناظر إلى طريقة صناعتها وألوانها الجميلة، وجلديات وألبسة وحلويات تشتهر بها إيران منها: سوهان والمن والسلوى …وغيرها من الحلوى.
وأطلعنا مشرف الرحلة على بيت الفنانين ومحتوياته هو مركز ثقافي رئيسي يضم العديد من الرسوم.
وتأتي هذه الزيارة في سياق إطار تبادل الخبرات والآراء والأفكار حول وسائل الإعلام، ولتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، حيث عشنا أياماً جميلة اطلعنا من خلالها على حضارتهم وتاريخهم وتجاربهم وخبراتهم، تلك الزيارة تركت أثراً طيباً لدى الوفد الإعلامي.
كل الشكر للمنسق والمشرف والمتابع لهذه الزيارة الاطلاعية وشكراً على حفاوة وحسن الاستقبال من الشعب الإيراني الكريم والمضياف، وتمنياتنا له بالمزيد من التقدم والازدهار.
مريم صالحة
تصفح المزيد..