العـــــدد 9360
الإثنـــــين 3 حزيــران 2019
أيام قليلة وتشخص القلوب مع الطلاب إلى قاعات امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية على امتداد القطر..
قد تكون امتحانات الشهادة الإعدادية أقلّ ضغطاً، أما (البكالوريا) فيدخلها الأهل وأبناؤهم، وكأنّها معركة بـ (السلاح الأبيض) و90% من الأهل يريدون أبناءهم أطباء أو مهندسين، ووحده مَن لس لديه طالب (بكالوريا) بإمكانه أن ينظّر على المرتاح!
مازال الوقت متاحاً بعض الشيء، والمساحات المتاحة بين مادة وأخرى قد تعوّض بعض الشيء، لكن مرحلة التحضير انتهت وبدأت جولة القطاف، فعلى أي جانب سيميل كل منكم أو منكن؟
يسهرون حتى وقت متأخر، أو يستيقظون مبكرين، النتيجة واحدة، فقط هو نوع من التعبير عن خصوصية الحالة مع أن (الحالة العادية) تكفي..
أحياناً يتراءى لنا أنه من الصعب إيجاد حالة مماثلة للأخرى باستثناء القلق الذي يجمع الجميع، والسبب بالدرجة الأولى ليس الخوف من الرسوب، ولم يعد النجاح هو الهدف، بكل أسف وتعب أصبح جزء العلامة هو الهدف تحسباً لمعدلات قبول في الجامعة لا تقف عند حدّ حتى أصبح من حصد أقل من ألفي علامة كأنه لم ينجح!
من سلبيات (البكالوريا) التي ينفيها الجميع هي طول فترة المراجعة والتي تبدأ مع نهاية الفصل الدراسي الأول رغم كل النفي الرسمي لهذه المسألة، الأمر الذي يصيب أبناءنا بالملل وربما فقدان الحافز والحماسة، أضف إلى ذلك إنهاك هؤلاء التلاميذ بالدروس الخصوصية وغير ذلك من الإجراءات (الاستنفارية) التي تصيب الطالب وذويه بمقتل في بعض الأحيان: الزيارات ممنوعة، الوقت كرقعة شطرنج.. إلخ.
نتمنى التوفيق للجميع، ولكن نتمنى أيضاً أن تستعيد الشهادة الثانوية (هيبتها) ويكون الحاصل عليها مهيّئاً لإنتاج جيل، لا أن يكتفي بمقومات الحصول على العلامات..
على بعد أقل من أسبوع على امتحانات الشهادتين نطلب من أبنائنا أن (يروقوا)، وأن يساعدهم محيطهم على تبديد القلق وزيادة الثقة بالنفس والتقليل من هيبة النجاح، وأساس النجاح أن تنجح بما ستكون عليه لاحقاً لا بما ستجمعه من علامات حالياً، فليس كل طبيب ناجحاً واستثنائياً وليس كل اسكافي فاشلاً..
الحياة أكثر من شهادة علمية على أهميتها، وأنانيتنا كأهل تفرض على أبنائنا خيارات ليست صائبة بعض الأحيان، فإن أصبحنا كلنا أطباء من سيأتي إلى عياداتنا وكيف سنعيش؟
اخلعوا خوفكم، فدعواتنا تسبقكم إلى قاعات الامتحان، ركّزوا، فأنتم مؤهلون للنجاح، لا تستعجلوا تدوين كل ما تعرفونه، ففي العجلة ندامة، ثقوا بأنفسكم واتكلوا على الله.