من هو الأقــــدر على تحـــمل أوزار الصـــرف والإنفـــاق بميزانيـــة الــبيت؟

العـــــدد 9360

الإثنـــــين 3 حزيــران 2019

 

في متسع هذه الأيام ضيق عيش وقلة حيلة ومال، تجعل الواحد منا عاجزاً عن تمرير ضربات لراتب يصل به نهاية الشهر، لطالما كانت ميزانية المنزل في حال بركان خامد إلى أن يزداد سعير المتطلبات والاستهلاكيات, فتبركن أرضه وتفور حمم نيرانه ثورة واشتعالاً وتملأ فضاءه رماداً ودخاناً يأتي على الزوجين بالغضب والاستحالة, ليطال استقرار عائلتهما، أما أن يبقى خامداً فهو ما يسعيان إليه بشتى الطرق والتكتيكات, ودراسات يضعانها لفك شيفرة صرفيات المنزل وأهله بدون مشقات وعراقيل ومنغصات, ليصل بهم الأمر إلى بر الأمان, فما يحملانه اليوم من وطأة الأيام الثقيلة وأسعار الحاجيات, يفوق ما تحمله جبال..

والسؤال اليوم: أي من الزوجين هو الأقدر والأكفأ والأجدر على الإشراف على ميزانية البيت ووضع سلم للأولويات؟ هل الرجل بحكم مسؤوليته المباشرة على الأسرة والتزاماته وقدراته المادية؟ أم الزوجة بحكم معرفتها باحتياجات المنزل والمطبخ والأولاد, وكل ما يتعلق بشؤون الأسرة ؟ أم أنهما سيفشلان معاً في هذه الأيام حيث الأسعار في جنون واشتعال وازدياد لتصل أرقاماً في اللانهائيات بالجولات وليست في الإحصائيات التي يعجز عنها الجبر والحساب لترميم كسور أصابت كل الميزانيات, فلا جبر خاطر ولا حساب قروش ومئات ينعش الجيوب والنفوس, و هذا ما كان بين السطور وتحت بعض العناوين جاءت المواجع والموازين.
فشل كبير، يقول فيه كرم وهو الذي يدير ميزانية أسرته, أنه غالباً ما يفشل في ضبط الميزانية, وكان يستدين من أخوته وأصدقائه لسداد الفجوات المالية الناتجة عن فشل إدارته لمصروف البيت, فكيف هو الحال في هذه الأيام, والتي بتنا فيها عاجزين مقهورين أمام متطلبات أولادنا وحاجاتهم اليومية والمعيشية وغيرها من الضروريات, لنجد في التقتير والتقصير الحل الإسعافي الوحيد, لإنعاش ميزانية قد اختلجت فيها الروح..
ويقدم نصيحته التي لا تشفي الغليل لكل رجل ورب أسرة, بأن يدون كل ما تنفقه العائلة خلال أيام الشهر, ليعلم مقادير الصرف والإنفاق ويضعها في جداول ويقيم لها استبيانات, فلعل من باقيات وإن كان من المحال, وليعلم جيرانه وجيران جيرانه والأقرباء بحل هذه المعضلة العويصة وله الثناء والثواب, إذ أن المقدرة على ضبط إيقاع مصروف العائلة لا نشاذ فيه من دين أو اقتراض بات في الأحلام.

حق الزوجة..
تؤكد إلهام إن الزوجة يجب أن تهتم بمصروف البيت, ومن أجل تفادي الوقوع بمأزق الديون تقول: يجب تحديد ميزانية خاصة للأسرة, ويتم تقسيمها حسب مصروفها ابتداء من الأكل والشرب مروراً بدفع إيجار البيت، وما يتبعه من فواتير الماء والكهرباء والهاتف, وصولاً إلى دفع أقساط المنزل والقروض إن وجدت, وبهذا يمكن أن تعيش الأسرة باستقرار مادي, بدلاً من التبذير العشوائي, والذي نفتقد إليه هذه الأيام, فالوضع على قد الحال لا تفريط فيه ولا تبذير..
وتتابع: من المعروف أن الأسر ذات الميزانية المحدودة تنفق دخولها على الطعام واللباس الضروريين, على عكس الأسر التي تحصل على دخل كبير إذ تنفق بشكل أكبر ودون تحديد لمصاريف أفرادها, وفي أيامنا هذه التي تضج بأشكال وألوان من المتطلبات والكماليات, والجميع يسعى إليها وينفق أكثر من دخله, مما يوقعهم في العديد من المشاكل والمآزق الخانقة لكل الآمال, واليوم ليس بسبب فشل الأسر في التحكم بميزانية الشهر وإنما بغلاء الأسعار, فكان وباء قاتلاً لكل الأحلام.
وأضافت: إن عدم القدرة على التحكم في ميزانية المنزل يؤدي إلى مشاكل عائلية, قد تصل أحياناً إلى الطلاق, أما عن الاقتراض والدين من الأهل والأصدقاء, فإن ذلك يحدث خللاً في ميزانية البيت, لتحملها عبئاً جديداً يفوق طاقتها ويرهقها.
مسؤولية مشتركة..
تراها سعاد في إدارة ميزانية البيت, والتي يجب أن تكون بيد من يحسن إدارتها, وتنظيمها بطريقة متناسبة ولائقة مع مصروف العائلة, لذلك يجب أن يكون هناك اتفاق منذ البداية بين الزوجين على إدارتها وتطبيقها, وتضيف: إن توجيه الأطفال من أجل المشاركة بالميزانية بطريقة معتدلة يعتبر دعماً مهماً للعائلة, ويعطي فرصة كبيرة لتطبيق إدارة الميزانية وتحمل مسؤوليتها, وتشير إلى أن لكل أسرة إمكانية معينة وميزانية خاصة, وأن التخطيط لإدارة هذه الميزانية لا يقل أهمية عن كسب المال, لذلك يجب على الزوج والزوجة اتباع خطوات عملية لضبط ميزانية البيت دون اللجوء إلى الدين, كما على الزوجين أن يقوما بتحديد قيمة الدخل الفردي الشهري, ومن ثم تقدير قيمة المصروفات التي تضمن ما يريدان شراءه وتدوينه بحسب الأولوية, كدفع إيجار المنزل, قسط البنك العقاري إن وجد, ومصاريف الأبناء, وتقول: بعد ذلك يتم التخطيط من أجل وضع ميزانية للمنزل, وإدارتها بشكل ديمقراطي حر, وتكون تحت مسؤولية الزوجين على حد سواء, ولا يجب أن تقع هذه المسؤولية على عاتق شخص واحد, فالإدارة القائمة على الشفافية, تساهم في تحديد مصاريف الأسرة..
وتضيف: من أجل المحافظة على اعتدال هذه الميزانية, فإن معرفة الوالدين للخطط المستقبلية للعائلة, والأهداف التي يسعيان إلى تحقيقها هو أمر مهم وجدير بالتذكر فبذلك يستطيعان تدبير أمور المنزل ومصروفات العائلة.
* جاد ديب، اقتصاد أفادنا ببعض النصائح لإدارة الدخل فقال: عليك إدارة دخلك المحدود والذي يضيق عليك حياتك وذلك بتحليل المصروفات، لتحسب حجوم الإنفاق والصرفيات وكم تنفق وعلى ماذا؟ والأساس فيها لإيجار البيت والذي يقضم نصفه أو قليلاً ولكن ماذا عن الباقي؟ يجب أن يكون في ذلك المنطق في الإنفاق وإدارته باحتراف حتى لا تضيق عليك وتستهلكه في مشتريات لازمة وغير لازمة، وانتبه لتجد أنك لا تحتاج لتغيير الموبايل ولا إدمان على المأكولات الجاهزة والسريعة من الوجبات ويمكن إعدادها بالبيت بطريقة صحية وكمية أكبر وسعر أقل فهو لا يشبع ويعرض للسمنة والمرض ومن هذه النقطة عليك التحكم بشهواتك التي تكلفك المال بدءاً من إدمان الجلوس في المقاهي والكافيتريات واطلب الأراكيل وركوب التكسي والتدخين وإهدار المال على المظاهر فكن جميلاً باعتدال ولو نعتك أصحابك بالبخيل، عليك أن تمد الراتب ولو كان بغير استطاعة لأخر أيام الشهر تجلس مع نفسك وتشرح لها ما تفعل لتتخلى عن العادات السيئة وتهدر المال لأجلها ولو فشلت.

هدى علي سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار