خواطر إنسانية

العـــــدد 9360

الإثنـــــين 3 حزيــران 2019

أتوق للابتعاد بعيداً، إلى مكان بعيد جداً، ربما أحظى بفرصة أخرى، ريما بعد الرحيل أولد من جديد، توافه الحياة أثقلت كاهلي، تعبت من المشاعر الإنسانية، شريرة كانت أم خيّرة، منافقة كانت أم صادقة. اتعبني اصطناع الاختلاف، وكلنا يعرف أنننا مجتمع واحد، يجمعنا هم واحد، يصل بنا إلى تخوم الوطن، ويعود بنا إلى أعماق تاريخ هذه الأمة، ويرغمنا أن نعيش واقعاً واحداً، أوجعنا كلنا بلا استثناء.
لو علم الواحد منا ما لدى الآخر، ما حقيقة الآخر، لأشفق الواحد منا على الآخر، أقنعة وضعناها خدعت آخرين، وظنوا بها الظنون، والكبرياء المنافق جعل منا غرباء عن بعضنا البعض، مع علمنا أننا على صعيد واحد، معاناة وألم، قد نتفاوت ولكن تفاوتنا تقاربت درجاته، فمن أنت ومن أنا، كفانا ما وصلنا إليه من واقع مرير، دعونا نعيد النظر، دعونا نسقط أقنعة صنعناها، ونعرف حقيقة كوننا بشر، تعيش على كوكب مصيره مجهول، في كون مجهول، تأخذنا أمواج البحر كل حين وتقتل منا الكثير حوادث شتى وحروب شتى، وأمور لا تخطر على بال. نتابع الأخبار، نسمع عن المجازر والمعارك والحوادث هنا وهناك، نظن أنفسنا بمنأى ونقول ما شأننا، ثم نفاجأ بأن طبول الحرب تصم آذاننا.

إحسان جوني 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار