من يضـربك اضـــربه.. لماذا نقســـو على أطـــفالنا؟

العـــــدد 9360

الإثنـــــين 3 حزيــران 2019

 

جملة يكررها الأهالي على مسامع أطفالهم ظناً منهم أنهم بذلك يزرعون القوة في نفوسهم ويبعدون عنهم الأذى، متناسين الأثر السلبي لذلك ومدى العنف الذي يشجعون عليه أطفالهم، لم لا نجد البديل عن (من يضربك اضربه) كأن نقول حاول رد الأذى والجأ لأكبر شخص بجوارك، عن الأثر السلبي لهذه النصيحة كان حوارنا مع الاختصاصية التربوية والمرشدة ريم محمد.

* كثير من الأهالي يرددون أمام أطفالهم من يضربك اضربه، إياك أن تسكت، برأي الإرشاد هل هذا صحيح؟
** تصادفنا في مدارسنا مشاكل كثيرة سببها هذا النوع من الثقافة السائدة عند الأهل وهي خاطئة تماماً لأنها لا تحمي طفلهم من الضعف والاعتداء كما يعتقدون، ثقافة (من يضربك اضربه) من أكثر الثقافات المخيفة والمؤذية للطفل، فأنت عندما تقول له ذلك أولاً تسمح له بالعنف وتستحسنه كخيار أول في التعامل مع مشاكله هذا أصلاً على افتراض أن طفلك استطاع تنفيذ نصيحتك فسيصبح عدوانياً في التعامل مع مشاكله غير قادر على الحوار واسترداد حقه بالمنطق والعقل هذا عندما يكون طفلك قادراً على ضرب المعتدي، ولكن ماذا لو أن المعتدي طفل أكبر أو أقوى؟ لن يستطيع طفلك ضربه، وماذا لو كان طفلك ضعيفاً بدنياً؟ ولم يستطع الرد فأنت ترسخ عنده أنه ضعيف لأنه لم يرد أو فاشل بمعنى آخر فأنت بذلك تنشئ طفلاً معقداً نفسياً منذ الطفولة.
* ألا تزيد هذه الكلمات من الطبع العدائي عند الطفل؟
** تشجيع الوالدين على السلوك العدواني من الأمور التي تعزز عدوانيته بشكل عام، ويغرسون هذه الاتجاهات في أبنائهم فيلجأ الأبناء إلى العدوانية أو العنف الجسدي واللفظي على أنه حل لكل مشاكله مع الغير ولكن مالا يعرفه الوالدان أن ذلك سيشجعه ليستخدم هذا الأسلوب في كل أموره الحياتية وسيستخدم وسيلة الضرب مع إخوته أيضاً ويتبنى هذا الاتجاه في البيت..
* ما هو السلوك الصحيح للأهل والطفل معاً؟
إن التصرف الأفضل هو أن نعلمه كيف يرد العنف عن نفسه وألا يتجاوز رد الاعتداء يؤذي الطرفان بعضهما فيكتفي مثلاً بالإمساك بيد المعتدي حتى لا يستطيع التطاول عليه والخروج فوراً من المكان الذي يجمعه بالمعتدي والتوجه مباشرة إلى المعلم المناوب أو المدير أو المرشد النفسي في المدرسة أو إلى أحد والدَي الطفل المعتدي في حال كان موجوداً مع أهله أو لأهل الطفل المعتدى عليه، والشيء الذي بغاية الأهمية أنه يجب علينا أيضاً أن نحرص على تعليمه كيف يتجنب أصلاً المقدمات التي يمكن أن تنتهي بممارسة العنف، مثل اللعب العنيف، والمزاح بالضرب، كذلك الابتعاد عن الأطفال والأشخاص الذين يُعرف عنهم ممارسة العنف والعدوان وتجنب الأماكن البعيدة عن العين سواء في المدرسة أو الشارع أو الحدائق.
* وهل يؤدي سكوت الطفل لتعرضه لمزيد من الضرب من قبل أصدقائه؟
** من الطبيعي عندما يسكت الطفل عن حقه ولا يرد عن نفسه سواء جسدياً أم لفظياً وعدم اللجوء للأهل أو للمرشد أو المعلم في المدرسة أن يزيد حدة العدوانية والتنمر التي تعرض لها من قبل المعتدي كونه يمثل ضحية سهلة له بسبب خنوعه لذا ليس الحل السكوت بدون رد أو الرد بعنف لأنهما يمثلان أسلوباً سلبياً في التنشئة تفرز آثارها على الطفل وعلى تكوين شخصيته لذا يجب تعليم أطفالنا أساسيات الألعاب التي يستطيعون من خلالها أن يدافعوا عن أنفسهم في حال اعتدى عليه أحدهم دون إحداث أي أذى كبير بالطرف.
* ختاماً كلمة ورأي..
** مرحلة (اللي يضربك اضربه) هي الذروة وهي النهاية التي سبقتها مراحل من استفزاز واعتداء لفظي ومضايقات فلابد من تأهيله وتعليمه كيف يتعامل مع مثل هذه المواقف وفهمها قبل أن نصل للذروة، ويجب أن يتعلم الطفل من خلالنا أن الأسلوب الهادئ هو لغة الحوار والتعامل، كما يجب تعليمه أن الغذاء السليم أساس الحصول على الجسم السليم والعقل السليم والقوة والقدرة على المواجهة لذا يجب عليهم ترك العادات الغذائية المضرة والالتزام بالغذاء السليم ليبني جسمه وعقله.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار