الوحدة: ٩-١٠-٢٠٢٣
بدأ مشروع “قطع من القلب” للآنسة روان عباس منذ عام ٢٠٢٠ م وهي بروشات مصنوعة يدوياً يرتبط فيها الاسم بالمضمون فعندما يتم طلب قطعة ترفق رسالة تفصيلية للطلب مختومة بجملة “هذا العمل ليس تجارياً فما سيتم عرضه صنع حَرفياً من القلب وحِرفياً لتداوله بشغف” وهذا فعلاً الهدف من مشروع روان معقبةً على ذلك قائلة: “إن الهدف الأسمى من مشروعي قطع مصنوعة من القلب بحب وإنّ الله يحب إن عمل أحدكم عملاً أن يتقنه..
يضم مشروع روان عدّة أفكار من ضمنها بروشات هاند ميد وكل شكل ممكن أن يصبح تعليقة سيارة دبل فيس، علّاقة مفاتيح أو لحقيبة بروشات لكفرات الموبايل، سنتيورات ريش وحلق هاند ميد بأي شكل كان وهوّايات ريش لجميع المناسبات ولجلسات التصوير بالإضافة لجعله لوحة بحجم حسب الطلب على الحائط..
لم يسبق لروان أن شاركت بأي معرض أو بازار فعملها مجهود واجتهاد شخصي تام من تحصيل المواد الخام للصناعة والتصوير والتسويق والتعامل مع الزبائن واعتمادها على المواد المتوفرة في دمشق باعتبارها المورد الرئيسي لجميع المحافظات رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهها كل يوم من ارتفاع جنوني بأسعار المواد الخام المماثلة يعيق تطوير العمل بشكل احترافي وعالمي منافس لكن عمل روان يمتاز بالدقة العالية والجودة والحرفية والمهارة مع العلم أنها لاتزال تنجز أعمالها في المنزل وتعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي على الفيس بوك وانستغرام.
من يعرف روان لابد أن يثني على مسيرتها فقد وظفت دراستها في مجال عملها وهي خريجة كلية التجارة والاقتصاد، فقد تمكنت من تدبير شؤون المشروع من تسعير وتسويق وخطة عمل.. وعن تطوير عملها صرحت: تطور العمل يتوقف على شقين الأول صناعة أكثر بالتالي خبرة أكبر واكتشاف أفكار جمالية، وشق غير متاح يتطلب مواد خام غير متوفرة للأسف وأنا أعتمد على الشق الأول لتطوير مهاراتي.. ومن الأمور التي اشتكت منها هي الاعتقاد السائد لدى العديد من الناس أن هذا العمل بسيط ولكن روان تحدثت عن الجهد الكبير الذي تبذله والمراحل التي يمر بها العمل للوصول للنتيجة النهائية فضلاً عن تأثيره السلبي على الصحة من تعب لأوتار اليدين وإجهاد للعين والرقبة نسبةً للجلوس لفترات طويلة والعمل الدقيق باستخدام الإبرة والخيط، مع العلم أن كل بروش مصنوع من قماش الجوخ أو ما يسمى باللباد كرتون مقوى للحفاظ على صلابة الشكل والجلد لظهر البروش ليحميه من الاحتكاك بالأقمشة وبالتأكيد الكثير من المواد المختلفة لسطح الشكل من سيلان وكريستال وألماس وجواهر ونمنم، ففي الغالب يتطلب إنجاز البروش حوالي الخمس ساعات وأحياناً يصل إلى /١٢ ساعة عمل في حال تصميم شكل مبتكر حتى إنهائه؛ فهذا العمل المتقن وهذه الأفكار الخلاقة حصيلة عامل وراثي كان سبباً رئيسياً في زرع حب العمل اليدوي والفن في نفس روان هما والدتها وخالها اللذان عرفا بمهارتهما بالرسم والإبداع في مجالات العمل اليدوي من خياطة ونجارة ورسم أيضاً لكن للأسف فارقا الحياة قبل بدء مشروعها فلهما مكانة خاصة في قلبها وبصمة في حياتها المهنية..
ختاماً وجهت روان دعوة لفئة الشباب بتجاهل الظروف السائدة بالتعرف على شغفهم والسعي لأجل تحقيق أهدافهم.. كل ما صنعته روان كان بحب وبإتقان ليدوم طويلاً ويبقى ذكرى تتوج شغفها ومحبتها لهذا العمل المميز.
رهام حبيب
تصفح المزيد..