الوحدة : 5-10-2023
وُلد الأب حنا جلوف في بلدة القنية، التابعة لمحافظة إدلب، في 16 تموز عام 1952. دخل حراسةَ الأرض المقدسة ودرس الفلسفة واللاهوت في (أسيزي)/روما، وحصل على إجازة في التاريخ في بيروت، وعلى إجازة في رعوية الشباب والتعليم المسيحي من الجامعة (الساليزيانية الحبرية) في روما.
أبرزَ الأب جلوف نذورَه المؤبّدة في 17 شباط عام 1979 ، وسِيمَ كاهناً في 29 من تموز من العام نفسه. وشغل المناصبَ التالية:
نائب مدير (معهد تيراسانتا)، في عمان (1979 – 1982 )
ومن ثم مديراً له (1992 – 2001) .
رئيساً لإكليريكية الفرنسيسكان الصغرى في حلب (1982 – 1987).
وهو رئيس الدير وكاهن رعية اللاتين في الغسانية والقنية وجسر الشغور.
ويتكلم العربية و الإيطالية والفرنسية.
وكان البابا فرنسيس قد منحه في 17 كانون الأول 2022 جائزةَ (الأم تيريزا دي كالكوتا) للعمل الخيري، تقديراً لجهوده في خدمة الفقراء والأشخاص الأشدّ ضعفاً.
في 1 تموز 2023 نالَ بركةَ وثقةَ قداسة البابا فرنسيس، الذي عيّنه أسقفاً على سورية في 17 منه، حيث تمّت رسامتُه في مدينة حلب بانتقالةٍ روحية وكهنية مباركة.
عن يوم تكريمِه من قِبل البابا فرنسيس في الفاتيكان يقول:
كان يوماً عزيزاً على قلبي، حين خصّني وخصّ بلدي سورية بكلماتٍ صادقة ونقية، حيث قال لي الحبر الأعظم:
(أكرِّمكَ، لأنني، فيكَ، أرى الأرضَ المعذَّبة، التي تنزف دماً، وهي الأرض الغالية على قلبي) وممّا قاله لي أيضاً:
(رغم فرحي في يوم مولدي، لكني أذكر الشعبَ الذي خدمتَه وضحّيتَ لأجله..)
خلال لقائي مع قداستِه وجدتُ فيه رجلاً بسيطاً، متواضعاً، متكلماً، متبحّراً في العلم والأدب والأخلاق، ورأيت سماتِ القداسة على وجهه، رغم وضعه الصحي.
وعمّا لاقاه أثناءَ الحرب الشرسة على سورية، حين دخل المسلحون على منطقته يضيف:
قررتُ أن أبقى مع البقية الباقية من المسيحيين في محافظة إدلب، كي نؤكد جذورَنا المسيحية والسورية، وبأنّ هذه الأرض أرضٌ مقدسة، وفيها، ولأول مرة، دُعيَ فيها المؤمنون (بالمسيحيين)، ثم إنّ قرية القنية تبعد، فقط، حوالي 500 م عن الطريق الواصل مابين أنطاكية وأفاميا، هذا الطريق الذي سار عليه القديس بولس الرسول، مثبتاً المؤمنينَ المسيحيين في الإيمان.
وقد تعرّضتُ، مع أبناء رعيتي، لصعوباتٍ جِسام، وإلى اضطهاد ومن كل نوع من قِبل الجماعات التي دخلت المنطقة، والتي مازالت على الأرض هناك..
وخلال فترة الحرب، وإلى الآن، تقدّم كنيستُنا كلَّ انواع الدعم للناس الذين مازالوا هناك، بكل انتماءاتهم، وكذلك للناس الذين هُجّروا من قراهم، واستضافتهم محافظةُ اللاذقية بكل محبة، وفي زيارتي الحالية لمحافظة اللاذقية وللسيد المحافظ ولبعض الجهات الرسمية، وجدتُ منهم حفاوةً كبيرة، ومحبةً أكبر، ترتقي لمستوى الأخوّة الحقيقية الصادقة.
وعن سورية ومحبته لها وطناً عظيماً يقول:
سورية بلد ال 6000 سنة من الحضارات المتعاقبة، ولايوجد أي بلد فيه من الآثار والحضارات مثل سورية، فمنها تعلّم العالمُ كتابةَ الحرف، والقانون، وفن العمارة، وفن الفسيفساء، ومن سورية بدأت الحياةُ الرهبانية النسكية وخاصة العامودية، ومن سورية، أيضاً، خرج إيمان بطرس، وفي سورية عاش (أيوب البار)، وفيها، بمنطقة ازرع بدرعا، أقدمُ وأولُ كنيسة في العالم ماتزال تُقام فيها الصلوات، منذ القِدم وإلى اليوم.
وعن اهتماماته الأخرى يضيف الأسقف جلوف:
اهتماماتي تنصبّ في التاريخ، حيث تخصصت بهذا الفرع من العلوم، وتحديداً الآثار، في جامعة بيروت، وكنتُ ممثلاً لمعهد الفرنسيسكان للآثار في سورية، وعملنا على ترميم لوحات فسيفسائية في كلٍّ من شهبا، ودمشق، وحماة، وطيبة الإمام.
وعن المدن التي جَالَ بها وعاش فيها، وأحبها :
(حلب أم الحضارات والتاريخ، أعرفها عندما كانت مزدهرة. أتجوّل في أسواقها المقبية، وفي قلعتها الشامخة، وبين حاراتها، حيث البيوت المشهورة بحجارتها الكلسية المزخرفة..
أما قريتي (القنية) فقد تركتُ فيها قسماً من قلبي، لأنني عشتُ فيها 22 سنة، تقاسمتُ فيها مع أهلي هناك، كما يقولون، (الحلوة والمرة)، والعذاب، والاضطهاد، وأيضاً المجدَ الذي أعطانا إياه الرب، وآلمَهم وترك فيهم غصة حارقة أنني سوف أتركهم، ولو الى حين..
(لذلك كله أعشق سورية وأهل سورية الطيبين)
يقول عنه الأب الكاهن فادي عازر – راعي كنيسة اللاتين في اللاذقية:
(يعترينا فرحٌ كبير مع قدوم مَن يستحق بعلمِه وثقافته وتجربته الكهنوتية أن يقودَ، ويرعى، ويأخذ بيد رعيته، ويتابع شؤونَها، وهواجسها، وتطلعات قلوبها نحو أعالي السماء، حيث عرش الرب العظيم، وأعتزّ أنني تخرّجت من مدرستكم الكهنوتية، طالباً لاهوتياً، وكنتَ خيرَ أبٍ وخيرَ معلم..).
جورج إبراهيم شويط