حاصر حصارك

العدد: 9359

الأحد-2-6-2019

 

 

 

 

لا يستطيع أيٌّ عاقلٍ إنكار طاقة الصبر الخرافية التي بذلها المواطن السوري مع دخولنا في السنة التاسعة من عمر الأزمة, هذه الطاقة التي استنزِفتْ في عدة اتجاهات, أولها الأمان وليس آخرها ضغوط الحياة المعيشية.
في منتصف الأزمة, وفي ذروة التدهور الأمني, كان الاستقرار أولوية الأولويات, وكان حينها لسان حال المواطن يقول: (يرجع الأمان وما بدنا شي تاني) من حسن حظ المواطن, أنه بات يشعر بالأمان قياساً بما مضى, بعد استقرار الأوضاع في مساحة لا تقل عن 90 % من مساحة سورية، ومن سوء حظ الحكومة, أن هذا الاستقرار تزامن مع حصار كلي خانق, وظالم بكل معنى الكلمة, بعد أن كان حصاراً جزئياً, ما أوقعها بين سندان حق المواطن في تنفس الصعداء معيشياً, وبين مطرقة الحصار وما يتضمنه من استثناء حقيقي، وأما المواطن, فقد وقع بين سندان العذر المنطقي للحكومة, من جهة الحصار, وبين مطرقة الحاجة الملحة لحلول مجدية، وكعادته, يكون الجيش العربي السوري سيد الموقف, وسيد الميدان, فحسم هذه الجدلية, عندما بدأ عملياته باتجاه ريفي حماة وإدلب, اللذين ما زالا يهددان الأمان غير المكتمل حتى اللحظة, ولتعطي انطلاقته دفقة جديدة من الأمل بغد أفضل على كل الصعد، وفي قصيدة سقط القناع للشاعر الفلسطيني محمود درويش, خير توصيف: حاصر حصارك لا مفرٌّ اضرب عدوك لا مفر.. سقطت ذراعك فالتقطها وسقطت قربك فالتقطني واضرب عدوك بي
حاصر حصارك بالجنون وبالجنون ذهب الذين تحبهم… ذهبوا فإما أن تكون … أو لا… لا تكون حاصر حصارك لا مفر اضرب عدوك لا مفر

حيان علي دلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار