التّحلي بالمسؤولية والتفاعل والتعاون أهم عوامل الزواج الناجح

الوحدة 30-9-2023

قد ساد الملل الزوجي حياتنا على الرغم من ضجيج الحياة وحركتها الدائبة، فلماذا غابت الضحكات السعيدة وغلب الجفاء في البيوت ؟
الحياة نوبات من الصعود والهبوط، إنها أشبه بالمد والجزر ، ولهذا يقال: إن الحياة يوم لك و يوم عليك، وفي العلاقة الزوجية يتخلل الصفاء بعض النكد ويتخلل العواطف الجياشة بعض الركود
ولولا تلك التقلبات لاتشحت العلاقة بالآلية المملة.
أياً كانت درجة التفاهم في الحياة الزوجية، فإن الفتور لابد أن يحدث، وفي تلك اللحظات الفاترة يتنامى الشك والخصام ، ويزداد استعداد الطرفين لتغذية أي خلاف عادي بإثارة نزاع كبير.
من المعروف أن أي علاقة زوجية تنشد الاستقرار والسعادة، وفي بعض العلاقات يكون للسعادة والهناء عمر محدود ، سرعان ماتنقلب بعده العلاقة إلى نكد مستديم وقد يستمر الصفاء لسنة أو اثنين أو لعشر سنوات، لكن بعض العلاقات تكون أقل حظاً إذ ينفذ مخزون ( العسل ) من الأشهر الأولى ، فيحط الطرفان على واقع مرير.
إن مقومات السعادة بنيت على العيش الكريم، السكن، الحب، تلبية الرغبات النفسية والعاطفية، إنجاب الأطفال والقدرة على تربيتهم والوفاء باحتياجاتهم… وقد ينجح الطرفان في تحقيق بعض تلك العوامل ويخفقان في تجميع أخرى وهنا تظهر الحاجة للكفاح والعمل المشترك من أجل استكمال عناصر السعادة إذ من المؤكد أنه من الخطأ تصوير العلاقة الزوجية على أنها عملية عفوية وأنها قادرة على المسير بزخم ذاتي، إن العلاقة الزوجية هي كالكائن الحي الذي يحتاج على الدوام إلى تغذية ورعاية لكي ينمو بصحة وعافية، وبالتالي فإن التعامل مع العلاقة على أنها ضرب من المسلمات هو نوع من الإهمال بحق الذات والآخر ،كما بحق العائلة.
ولعل هذه الحقيقة توفر بعض الضوء بشأن أسباب الفتور الزوجي فإن كانت السعادة هي الهدف النهائي للزواج، فإن السعادة تتأثر بالمشكلات الحياتية اليومية وبشكل عام فإن الزواج المضطرب يخلق الأرضية المناسبة لجلب الفتور، الذي – وكما هو معلوم – ينجم عن التباعد، والتباعد قد ينشأ عن أسباب ذاتية وأخرى موضوعية فالشخصية النكدية تخلق الفتور وكذلك تفعل الشخصية الأنانية والعدوانية والأطراف الثلاثة تتسبب في كل ذلك سواء كانت تدخلات من الأهل أو من الأصحاب.
وظروف الحياة نفسها قد تؤدي إلى توترات ينبثق عنها الفتور.
ومن المؤكد أن الفتور والملل يمثلان حالة قابلة للعلاج والإصلاح، ولترميم العلاقة الزوجية لابد من وجود إرادة لدى أحد طرفيها على الأقل، وعدم ممانعة لدى الآخر فوجود ممانعة و صدود، يعني أن الأمر ينطوي على مأزق، وأن المشكلة لم تعد حالة عادية مما يمر به الأزواج في مختلف مراحل حياتهم الزوجية.
ولابد هنا من التأكيد على أن الحياة الزوجية السعيدة تتطلب بعض المفاتيح الضرورية مثل التحلي بالمسؤولية والتفاعل والتعاون والمشاركة والحوار وإلى جانب الأبعاد العاطفية والعائلية للزواج، يجب أن يكون هناك قدر من الصداقة بين الطرفين تلك الصداقة االتي تشكل ضمانة لتبادل الآراء والمشاعر وبث الشكوى والتفهم، ومن الأسلحة المهمة لمواجهة الملل الزوجي التواصل العائلي، وخصوصاً مع الأقارب المحبوبين من الطرفين، إن هذا التواصل يجدد النفس ويعيد بناء المودة الاجتماعية التي تشكل حاضنة للعلاقة الزوجية ولاتنسوا أثره المهم في نفسية الأطفال وبنائهم التربوي.

لمي معروف

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار