الوحدة 30-9-2023
يبقى الشباب إكسير الحياة في المجتمعات.. الدّم الذي يسري في عروقها لتبقى على قيد الحياة كما الأمل..هم حاضرها الغني و مستقبلها الواعد. و إذا ما قدّمت هذه المجتمعات الدعم الكامل لهؤلاء فهو استثمار رابح بامتياز، الآن و في الغد.
مجالات إبداع الشباب كثيرة و متنوعة، والاهتمام الجدّي هو أقل ما يمكن تقديمه، والقناعة بهم و بإمكاناتهم، السبيل الأوحد لامتلاك الغد و غنى المستقبل. إلى ذلك كان لنا هذا الحوار مع أحد المبدعين الشباب في مجال القصة القصيرة و المسرح، لنقارب هذا الإبداع، و لنلامس قدر الإمكان هواجس المبدعين الشباب. هو الأستاذ أسامة إبراهيم حاصل على درجة الماجستير في المسرح الحديث عن رسالة تتناول “مسرح العبث” وهو حركة نقدية ظهرت في ستينيات القرن العشرين. أشرف على رسالته الدكتور محمد حرفوش، وهو مسرحي عريق نشط في أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن العشرين حيث كان من مؤسسي فرقة المسرح الجامعي في جامعة تشرين، التقيناه ليحدثنا عن مشاركاته في المسابقات المحلية والعربية والعالمية في مجال القصة.
بدأ الأستاذ أسامة قائلاً: جاءت باكورة مشاركاتي في مسابقة مهرجان آذار للأدباء الشباب حيث فزت بأحد المركزين الثاني أو الثالث في مسابقة القصّة القصيرة في الأعوام 2017، 2018، 2020، 2021. فزت بعدها بالمركز الأول على مستوى سورية في مسابقة اتحاد الكتاب العرب المركزية للقصة القصيرة في عام 2021، ونلت المركز الثاني في مسابقة البحث العلمي المسرحي التي تقيمها الهيئة العربية للمسرح في الإمارات في ذات العام.
– وماذا عن حصادك لهذا العام؟ اقتصر نشاطي هذا العام على فوز واحد وترشيحين لم تصدر نتائجهما حتى هذه اللحظة. وجاء فوزي في مسابقة تلك القصص التي توجهها جمهورية الصين الشعبية للكتاب الشباب في الوطن العربي وتقوم بتكريم الفائزين بالمراكز العشرة الأولى. وقد جاء ترتيبي السابع في هذه المسابقة، وكنتُ الفائز الوحيد عن الجمهورية العربية السورية.
وتتميّز هذه المسابقة بتنافسيتها الشديدة حيث يبلغ عدد المشاركين فيها حوالي 3000 كاتب وكاتبة من أرجاء الوطن العربي. من ناحية الترشيحات، ترشحت للقائمة الطويلة في مسابقة الرواية القصيرة التي تقيمها دار لوتس للنشر الحر عن رواية بعنوان “قصاصة ورق” شاركتني في تأليفها كاتبة شابّة اسمها نورهان سعد الدين. وترشحتُ أيضاً إلى القائمة القصيرة في مسابقة علاء جابر للإبداع المسرحي في مصر فرع النص المسرحي الموجه للكبار، ويأتي ترشيحي هذا عن نص مسرحي بعنوان “من ذكريات عودة الروح” وأنا ما أزال بانتظار النتائج النهائية.
– هلّا حدثتنا عن مسرحية عودة الروح؟ “من ذكريات عودة الروح” هي مسرحية تتحدث عن الجانب الإنساني للأزمة السورية من خلال استعادة امرأة عجوز لذكرياتها قبل وبعد بداية الأزمة أثناء استماعها لمختلف البرامج التي يبثها المذياع المحلي، حيث تنتقل بذكرياتها إلى شبابها وإلى طفولة ولدها وإلى استشهاده بتفجير إرهابي لتنتهي المسرحية بعدها بإيواء العجوز لطفل مشرد فقد والديه في الحرب. وكما نرى تحاول مسرحية “من ذكريات عودة الروح” الإحاطة بمختلف الأزمات الإنسانية والاجتماعية التي ظهرت في أعقاب الأزمة السورية.
– بعيداً عن الجوائز والمسابقات، ماذا تحدثنا عن نشاطاتك الأدبية الأخرى؟ نشرت مجموعة من المقالات النقدية والتاريخية في مختلف الصحف والمجلات الأكاديمية السورية وفي مجلة نقد 21 المصرية، كما نشرت بحثين نقديين باللغة الإنكليزية في مجلة جامعة تشرين وفي مجلة إيطاليّة محكّمة. وأنا الآن أسعى لتسجيل بحث للبدء بدراسة الدكتوراه في قسم اللغة الإنكليزية في جامعة تشرين بإشراف الأستاذ الدكتور أحمد العيسى.
– هل ترغب بالتوجّه بكلمة ختاميّة؟ نعم، أرغب في البداية في التوجه بالشكر لصحيفة الوحدة التي تواكبني في جميع خطواتي الأدبية والأكاديمية، فأنا مدين لكادر الجريدة بالكثير من الشكر والعرفان على اهتمامهم بالمبدعين المحليين والشباب. وأتوجه بشكر خاص أيضاً إلى قسم اللغة الإنكليزية ممثلاً بالأستاذ الدكتور أحمد العيسى عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والدكتورة نور العربي رئيسة اللغة الإنكليزية وآدابها على الاهتمام الكبير والدعم والتشجيع الدافئين. وأشكر كذلك بأشدّ العبارات الدكتور محمد حرفوش على توجيهي مسرحياً بشكل دقيق وحرفي خلال دراستي للماجستير بإشرافه، ولا بدّ كذلك من توجيه الشكر لجميع الأساتذة الجامعيين الرائعين في قسم اللغة الإنكليزية والذين ساهموا بشكل كبير في صقل موهبتي وإيصالي إلى ما وصلت إليه.
وفي النهاية أقول: كتّابنا الشباب وحيدون في خضمّ صراعهم للوصول إلى أوسع شريحة من الجمهور، نتمنى من الهيئات الحكومية والأهلية مدّ يد العون للشباب المبدعين.
نور محمّد حاتم