ألــــعاب تـــقتل الأمـــــــان في نـــــفوس أطفالنـــا

العدد: 9357

29-5-2019

كيف يمكن لذلك العقل الصغير أن يستوعب كل هذا الكره والخوف، كيف يمكن لقلب مليء بالحب والحنان أن يجرؤ على مواجهة لعبة دس فيها كل أنواع الخوف، على الرغم من أنها لعبة إلا أن أثرها كان كبيراً تقول أحد الأمهات على الرغم من محاولاتي وحرصي الشديد على أطفالي، إلا أنه هناك دائماً من يخترق أسوار الحب ويزرع مايريد في نفوس أطفالنا، فطفلي اليوم وبعد أن حدثه أحد أصدقائه عن لعبة مريم وماتفعله بات شديد الخوف، يستيقظ ليلاً وهو يصرخ خائفاً منها، يخشى الذهاب وحيداً إلى أي مكان، حاولنا مراراً أن نقنعه بأنها مجرد خيال و مجرد لعبة لا وجود لها إلا أن محاولاتنا باءت بالفشل.
ماذا نقول لهؤلاء الأشخاص الذين وزعوا هذه الألعاب غير آبهين بأطفالنا؟ كيف يمكن أن ننزع ذلك الخوف؟ كيف نعيد الأمان إلى قلوبهم كان هذا محور حديثنا مع الاختصاصية التربوية ريم محمد.
* لن نتحدث عن مخاطر الألعاب الالكترونية بل سنتحدث عن الخوف الذي زرعته في نفوس الأطفال برأيك ما سبب هذا الخوف؟
عالم افتراضي من الخيال والمغامرة والتحدي ظهر مؤخراً تحت مسمى الألعاب الإلكترونية تلك الألعاب التي تجذب الأطفال والشباب من جميع الأعمار وبدلاً من أن تبقى في إطارها الطبيعي كوسائل للترفيه والتسلية والمتعة وتمضية الوقت، أصبحت أدوات قاتلة مثل لعبة (الحوت الأزرق) ولعبة مريم و البوكيمون وبوبجي وغيرها من الألعاب الرقمية وباتت تنطوي على تهديد مباشر لحياتهم.
ولا شك أن لهذه الألعاب تأثيرًا سيئاً على تكوين نفسية الأطفال والمراهقين إذ أن أدمغتهم تشبه الإسفنج فكل ما يراه الطفل يمتصه وكل ما يسمع به المراهق يسعى لتقليده، لكنه سيتشبع بالأفكار السلبية من الألعاب القاتلة من ناحية ومن ناحية أخرى تسبب هذه الالعاب حالات من الخوف المرضي الذي يصيب الأطفال حيث ينجرف الأطفال والمراهقون وراء هذه اللعبة بسبب الحماسة والتشويق الذي تشعرهم به إلّا أنهم سرعان ما يعانون من الخوف والرعب بسبب مؤثرات مرئيّة وصوتية تنقلهم إلى عالم خيالي بعيد عن الواقع الذي يعيشون فيه.
* بعد أن وصل العديد من الأطفال لمرحلة هيستيرية من الخوف كيف يمكن التعامل معهم؟
أهم ما يجب على الأهل فعله في هذه الحال إبعاد الطفل عن الألعاب الالكترونية وعدم ترك الطفل وحيداً أبداً، وتشجيع الطفل على التحدث والتكلم عن مخاوفه مع تقديم المساعدة والإحساس بالأمان، العمل على البحث عن بدائل مفيدة لهذه الألعاب كمشاركة الطفل في أنشطة اجتماعية ورياضية وثقافية، أيضاً ضرورة إخضاع مستخدم هذا التطبيق لعلاج نفسي متخصّص كي يتمكّن من تخطّي القلق والرعب وما يرتبط به من معاناة جسدية.
* في أي عمر يمكن ان يتغلب الطفل على هذا الخوف؟
من الممكن أن تخف مخاوف الأطفال المرضية بسبب هذه الألعاب الالكترونية عندما يكبرون ويمتلكون القدرة على تحليل الأحداث ومعرفة الواقعي منها من الافتراضي وإدراك وهمية هذه الألعاب، ولكن لا يوجد عمر محدد يمكن أن نعتبره شاطئ أمان من هذه المخاوف فهذا الخوف المرضي إذا لم يعالج فوراً من الممكن أن ترافقه في مراحل حياته بشكل مرضي في اللاشعور مثلاً كأن يتعرض لحالة من الاكتئاب الشديد ونوبات الخوف التي من الممكن أن تصل لمرحلة أذية النفس أو الانتحار لاحقاً.
* برأيك توضيح فكرة اللعبة للطفل أفضل أم جعلها من الأشياء المجهولة أفضل؟
من الأفضل دائماً الحديث عن المخاوف وإيضاح الحقيقي والوهمي منها بشكل يفهمه الطفل، حيث أن ما يبقى مبهماً يكون مدعاة للقلق في لاوعي الطفل حتى وإن ظهر بمظهر المطمئن، يجب التوضيح بما يناسب أعمارهم وتوعية الأطفال والمراهقين بخطورة هذه الألعاب على حياتهم وتهديد أمنهم وسلامتهم، ومن الضروري الاهتمام بمخاوف الأطفال وعدم إهمال مخاوفهم ومراقبة أي تغير في سلوكهم بشكل دائم .
*كلمة أخيرة
هذه الألعاب ومروجوها يعدون نوعاً من أنواع التنمر الإلكتروني بل هو أخطرها على الأطفال اللاعبين وأغلبهم في سن المراهقة حيث أن هذه الألعاب تزيد الشحنات الكهربائية في الدماغ وتصيب الأعصاب بالتوتر وتُضعف التركيز، وسبب هذا أن الشاشة تتغير كل ١٠ ثواني تقريباً مما يؤدي لحالات صرع وانفعال ويزداد السلوك العدواني لدى الطفل وربما يؤدي ذلك إلى إيذاء نفسه أو غيره كبيراً كان أم صغيراً بدون أن يشعر بذلك، أكثر ضحايا هذه الألعاب الالكترونية هم الأبناء الذين لا يخضعون لرقابة الأهل بسبب الطلاق أو المرض أو الغياب لفترات طويلة عن المنزل أو إهمال مراقبة ألعاب الأطفال على الأجهزة الالكترونية ومراقبة التغيرات التي تظهر على سلوكهم، فاحذروا.
وفي الختام أود القول لذاك الطفل ولكل طفل أن بعض الألعاب هي خيال ولا وجود لها، لذا يجب أن نتغلب عليها بخيالنا ولنستدعي أبطالاً آخرين من وحي الكرتون ليقضي عليها لأنه شخصية خيالية مثلها وسيكون قادراً على التخلص منها.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار