الكــــتاب أداتنـــــا الأولــــى لحـــــفظ تراثنــــــا

العدد: 9357

29-5-2019

على الرغم من التطور الحضاري الحالي لا يزال الكتاب بالنسبة لكثير من الأدباء والشعراء والمثقفين الأداة الأولى لحفظ تراثنا الإنساني والثقافي وهو مصدر القوة بالنسبة للإنسان المثقف ولكن حول الكتاب وعدم وجوده في كثير من البيوت حالياً كان لنا الاطلاع التالي مع فئة متنوعة من طلاب وشعراء ومثقفين.

أحد الشعراء الكبار قال: الكتاب مفيد وكنت ولا أزل أشتري الكتب لأقرأها وكان لي في منزلي مكتبة خاصة بي كانت شيئاً أساسياً من أساسيات المنزل وكانت موجودة لدى الكثير ممن يهتمون بالثقافة بشكل صحيح،ولكن حالياً أقرأ من الانترنت فمصدره الكتاب وتبقى الكتب مصدر القوة بالنسبة لي.
إحدى الطالبات في الجامعة زينة ناصر قالت: أنا لا أترك الكتاب وأعتقد بأن لتنظيم الوقت دوراً من حالي وأن القراءة فن وذوق تعبر عن أدق التفاصيل ولكن الكتاب حالياً يعد شيئاً نادر الوجود في الوقت الحالي بالرغم من أننا نذهب إلى مرحلة العودة إلى المصدر حتى نستطيع أن نكتب أي شيء على الانترنت والكتاب كان في الماضي من أولى متطلبات الحياة.
طالبة أخرى نور الكعدي قالت: إن القراءة يجب أن تستحوذ على اهتمامنا نحن الطلاب إذا أردنا الوصول إلى مستوى عال من التعليم، ولكن نرى أن أغلب المطالعة في الوقت الحالي تكون مقتصرة على الفيس، ولا نرى أثراً لأي كتاب ولا مجلة وكثير من خريجي الجامعات لا يعني لهم الكتاب شيئاً،وله أهمية بعد التخرج.
المعلمة سمر. ع قالت: الكتاب معروف منذ القدم بالنسبة بأهمية ونحن بحاجة ماسة في عصرنا هذا إلى المطالعة لأن الكتاب هو المصدر الوحيد للمعرفة.
إحدى الموظفات قالت: الكتاب هو غذاء الروح وأنا أقرأ بشكل دائم ومستمر الكتب الأدبية والثقافية وكان لها دور في وصولي إلى ما أنا عليه اليوم من تعليم وخبرة وثقافة.
ونحن بدورها لنا تعقيب حول الكتب بين الماضي والحاضر:
من خلال أسئلة متعددة في استطلاع ميداني لعدد من فئات الشباب تبين لنا أن أكثر ما يلفت الانتباه هو حالياً الانترنت والذي قد يكون له تأثيرات سلبية خطيرة وتقتصر معظم الموضوعات التي توجد على الصفحات يكون مصدرها الكتاب، وأرى بأن الكتاب هو خير جليس وخير صديق وخير وفي ومنزلي وموطني.
ويبقى الكتاب وفياً لا يتغير مهما تغيرت الظروف كما قال جان بول سارتر، وأن ما يحزنني ويلفت انتباهي أنني أرى كثيراً من الكتب ملقاة على الرصيف أو على الرف في البيت فهي أشبه بجسم بلا روح وأنا رأيت بأم عيني أحدهم يقوم بجمع الكتب والمجلات من القمامة ليأخذها إلى أحد معامل المحارم ليصنع منه كرتونات للبيض بدلاً من أن يصنع فكراً للعلم، ولزيادة عدد القراء حالياً لا بد من توفير الكتاب الجيد بالنسبة للقارئ والذي يوفر هذا الكتاب هو الإنسان المتعلم والأكثر ثقافة.
وأخيراً نقول في الكتب توجد أطعمة بجميع الأفكار فلماذا نترك هذه الثقافة تذهب هدراً في القمامة وعلى خطوط معامل المحارم وبتكلفة زهيدة، فالكتاب هو نوع من القداسة التي أصبحت تتلاشى مع الأيام في عصرنا هذا ونتمنى لجميع قرائنا العودة إلى الكتب لما لها من فائدة ثقافية وحفظاً للتراث الثقافي والوطني.

عواطف الكعدي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار