أهميـــة القــــراءة ودورهـــا البنـّـــــاء في إعــــادة الإعــــــمار

العــــــــــــــدد 9356

الثلاثاء 28 أيــــــار 2019

 

– الأديبة صديقة علي: إن ما يميز المكتبات حالياً، في جديد ما تعرضه من عناوين، هو أدب الحرب، أو أدب الأزمة التي تركت ظلالها على الأقلام المصرّة على الكتابة، وفاءً لآلام الوطن، وما يميزها أيضاً كثرة الترجمات لأدباء معاصرين، وبعض الكتب لأجناس أدبية حداثوية كالهايكو والقصة القصيرة جداً.
* على الرغم من تراجع عادة القراءة، لكنها لن تنتهي، طالما هناك قلم حي يكتب، فهناك قارئ مهتم.
* منذ أن خط أول إنسان حروفه الأولى، نقل إلينا عبر العصور تجاربه المعرفية، لنقرأ حضاراته ونبني عليها ،مستفيدين من تجاربه الإنسانية، فالقراءة مفتاح العقل (مع أهمية ماذا نقرأ) إذ إن الشعوب التي لا تقرأ تحكم على نفسها بالتدهور والفناء.
* نجد أن الكتاب الورقي له حضوره عند الشغوفين به، ويمكن استبداله بالكتاب الالكتروني، في حالات تعذر الحصول عليه، مع ما للكتاب الالكتروني من ميزات من حيث توفره بدون مقابل، وسرعة الحصول عليه، وسهولة اصطحابه معنا في تنقلاتنا… بل اصطحاب مكتبة الكترونية بكاملها، لذلك نجد أنه استطاع أن يجذب إليه فئة من القرّاء، في حين بقيت فئة أخرى وفيّة لرائحة الورق وحميميته.
* قد تلهي عن الكتاب مواقع التواصل والألعاب الالكترونية، وبخاصة للجيل الشاب، لكن لمدة معينة تطول أو تقصر حسب الوعي، وحتى يكتشف بأنها لم تضف لثقافته شيئاً، جديداً، لا بد من إقناعه بالعودة إلى الكتاب، وتشجيعه على القراءة التي تساعده على تحقيق ذاته في المجال الذي يرغب وينجح به.
-عتاب عبدالله كوسا: رفوف المكتبات عامرة بالكتب، وفي الحقيقة إن المكتبات بصورة عامة تسعى للربح التجاري، لذلك الجديد فيها هو كل كتاب يُطبَع ويتم تسويقه ومنحه اهتماماً كبيراً، دون النظر بمحتوى أوراقه وقيمة حروفه الفكرية.
الكتاب الورقي، له عشاقه وإن كانوا لا يشكلون إلا القلة القليلة، والسؤال هنا: ماذا نقرأ؟
القراءة الالكترونية للكتب متعبة، ولا يتناولها سوى أصحاب الاختصاص، ومن ساواهم من طلبة وصحفيين، كي يتبقى لدينا تصفح (الفيسبوك) وهنا الطامة الكبرى!فما نراه على الشاشة الزرقاء لا يخلو من الجمال والأفكار الإبداعية لبعض الكتّاب والمفكرين الذين يحملون رسالة (حرر عقلك)، لنجد في الطرف المقابل، لا أعرف إن كانت تصح تسميتهم (بالكتّاب) وذلك لأن الأخطاء الإملائية التي ترد بنصوصهم كفيلة بتدمير جيل بأكمله، ناهيك عن خلو جملهم من الأفكار والصور الإبداعية، القراءة الالكترونية لها روادها كما الكتب الورقية، وهذا أمر جميل جداً، والدور الأساسي والأكبر هو دور الأهل والمدرسة لتوجيه الأجيال الحالية والآتية بانتقاء ما يتصفحون، وتبقى القراءة هواية شخصية وفردية مهما حاولنا جاهدين العمل على تعميمها.
-مجد حبيب: إنّ القراءة هي منهج حياتي اعتيادي عند شريحة كبيرة من الناس، بغض النظر عن الطريقة التي يقرؤون بها، فمهما تنوعت الطرق يجب الحث والتشجيع عليها للارتقاء بالفرد، وإغناء معارفه، وبخاصة قراءة ما يعود عليه بالنفع، وليس لمجرد المتعة وملء الفراغ.
وتذخر المكتبات العربية بالكتب المتنوعة والمتخصصة بكافة الموضوعات والمجالات، وذلك بما يرضي ميول واهتمام كل إنسان، فمنها التراثي والديني والعلمي، بالإضافة إلى الكتب التوجيهية والتعليمية والنفسية، فالعقل البشري أغنى الثقافة بكل أنواع الفنون، وما زال الكتاب هو مصدر رئيسي للمعرفة واكتساب الخبرات والإفادة من تجارب الآخرين.
فالقراءة غذاء للعقل، ومنشّط للذاكرة، ومثبّت للتركيز، ومطوَر للقدرات العقلية كافةً، فليس ثمة موضوع من مواضيع الحياة لم يتناوله الباحثون والكتّاب، وبالتالي فإن مكتباتنا ثرية جداً بالكتب القيمة النفيسة.
ومع دخول التكنولوجيا وامتدادها إلى عالم النشر والكتب، أصبح من اليسير إعادة توطيد العلاقة ما بين الإنسان والكتاب بعد الصعوبات التي كانت تواجه القارئ في الحصول على ما يريد قراءته من كتب، هذه الصعوبات التي كانت تكمن في الوقت والجهد والتكاليف وصعوبة إيجاد الكتاب المنشود، فبدأ الكتاب الالكتروني يحل محل الكتاب المطبوع وصار للقارئ حرية أكثر اتساعاً بالاطلاع على كتب من جميع أنحاء العالم بوقت قصير وجهد قليل وتكاليف تكاد لا تُذكر، وحرية في اختيار المواضيع التي تهمه لكثرتها وتنوعها ووفرتها على بعض المواقع الالكترونية المتخصصة.
لكن لا بد من الإشارة إلى الفرق ما بين القراءة في كتاب مطبوع و كتاب الكتروني، فعندما تقرأ كتاباً ورقياً تنشأ روابط عاطفية قبل كل شيء بين النص والقارئ، فتكون قراءته أكثر عمقاً وتركيزاً ويتجلى ذلك بتأمل الأفكار ووضع علامات بخط اليد تحت كل فقرة أو جملة تثير اهتمامه، بينما الكتاب الالكتروني يفتقد هذا العمق والتركيز والروابط فيكون انطباعه في الذهن أقل وأوهى، وفي النهاية علينا تحقيق التوازن ما بين الاثنين بدون إغفال أهمية كل واحد منهما.

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار