العدد: 9355
27-5-2019
حول هذا العنوان تحدث الدكتور خالد الفارس ، أستاذ في قسم علم الاجتماع بالآتي:
رداً على دراسات العالم الإيطالي لمبروز القائلة : إن للجريمة أسباباً وراثية بيولوجية والذي حاول ، أنصاره تفسير ذلك طبياً ، بقولهم أنه من الثابت امتلاك المرء 46 كروموزما يقسم إلى 44 كروموزما جسدياً وكروموزمين جنسين هما (xx ) للأنثى و(xy) للذكر مع الإشارة إلى أن العنصر المسمى (Y ) في كروموزوم الرجل هو ما يميزه عن كروموزم الأنثى ، ومن الثابت أيضاُ ،إن امتلاك الفرد لعدد زائد من الكروموزومات بحيث إنه يصل إلى امتلاك 47 كروموزماً منها أثنان ذكريان ( yy ) بدلاُ من واحد ( Y) أي 44 كروموزوما عادياً زائد ثلاث كروموزومات هي (xy2 ) فإن هذا الاختلال يكون ذا اتجاهات اجرامية شبه أكيدة ، وهذه الصفة تحدد ، منذ اللحظة الأول من التلقيح ، فيولد الإنسان ذكراً يكون عادة طويل القامة عريض المنكبين ، مفتول الساعدين ، يتمتع بقوة عضلية ممتازة ، ويتجه منذ نشأته نحو العدائية والمشاركة ، ويضاف إلى ذلك رغبته بالتفوق والسيطرة ، هذه الرغبة التي تقوى بالعوامل الاجتماعية ذات الخلفية الذكورية التي تعطي الذكر قدراً كبيراً من الاهتمام والإثارة في مختلف شؤون الحياة ، رداً على ذلك يميل العديد من علماء النفس إلى اعتبار الجريمة سلوكاً مكتسباً يتعلمه الفرد من محيطه ، ويكون إجمالا نتيجة لأسلوب التربية الذي يمارس عليه ، ولنوع التعاطي الذي يخضع له مع الآخرين ، أو يشاهده تكراراً بين الآخرين ، فيشكل لديه نموذجاً علائقياً مقبولاً . ومن المفيد القول إن فعل الجريمة مرتبط بنظام القيم ، وسلم الأولويات لدى الشخص ، فليس من شك في أن المال يقع في سلم الأولويات لدى مجرم انفرد بآخر وقتله كي يسلب بعض المال ، وهكذا بالنسبة لمن يتاجر بالجنس والمخدرات ، أما تلك المرأة التي يكون في مقدمة أولويات نظام قيمتها الشرف ، فلا يمكن أن تسمح لنفسها بتقديم خدمات مدفوعة الآجر ، فحصول فعل الإجرام يكون نتيجة للصراع الذي يحصل في داخل الفرد، بين شهواته ورغباته وميوله ، وما تيراءى له من مفاعيل الغريزة وبين قيمه الأخلاقية والدينية والاجتماعية ، فإن حلت القيم الأخلاقية في المقام الأول كانت الاستقامة ، أما اذا حلت شهواته في الدرجة الأولى من سلم القيم كان السلوك الإجرامي الذي يغذي الفرد ويزين له نتائج فعلته كما يوهمه بأشياء كثيرة .