في العيد ال١٧ للصحافة السورية .. بأي حال عدت يا عيد؟!

الوحدة : 16-8-2023

نظم فرع اتحاد الصحفيين بطرطوس حفل استقبال للإعلاميين العاملين في حقل الإعلام الوطني العام والخاص والإلكتروني، وذلك بمناسبة العيد السابع عشر للصحافة السورية الموافق ١٥ آب، وقدمت التهنئة للصحفيين بعيدهم من قبل السادة محافظ طرطوس عبد الحليم عوض خليل وأمين فرع طرطوس لحزب البعث العربي الاشتراكي د.محمد حسين وعدد من أعضاء قيادة فرع الحزب، لافتين للدور الهام للإعلام الوطني سيما بما يتعلق بقضايا المجتمع ودوره فيها، كونه صلة الوصل بين المواطن والمسؤول.

أما المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين السوريين فأصدر بياناً بهذه المناسبة هنّأ فيه الإعلاميين المتمسكين بمبادئ مهنتهم النبيلة ورسالتهم الصحفية الوطنية والقومية والإنسانية، كما ندد بالجريمة الإرهابية التي أدت لاستشهاد المراسل الميداني فراس الأحمد قبل أيام إثر استهداف سيارته بعبوة ناسفة من قبل مجموعة إرهابية وهو يقوم بعمله الصحفي في تغطية عملية ملاحقة لتهريب المخدرات، كما دعا البيان إلى محاسبة قتلة الصحفيين وعدم إفلاتهم من العقاب، يأتي هذا بوقت بلغ فيه عدد شهداء الإعلام في سورية ٥٢ صحفياً وصحفيةً عدا عن الجرحى والمصابين، كما ذكّر الصحفيين السوريين بمرور أكثر من أربع سنوات على اختطاف الصحفي محمد الصغير مراسل قناة الإخبارية السورية المعتقل في سجون ميليشيا قسد الانفصالية المرتبطة بالاحتلال الأميركي وسط تدهور حالته الصحية وحرمانه من الطبابة والرعاية، وطالب البيان الاتحادات الصحفية العربية والإقليمية والدولية والنقابات والجمعيات الصحفية للعمل على إطلاق سراحه فوراً وإدانة استهداف الصحفيين والصحفيات في سورية بالاغتيال والخطف والجرائم الإرهابية والتهديد الممنهج.

بدورها عائدة ديوب رئيسة فرع الاتحاد بطرطوس أشارت إلى أن الاتحاد العام للصحفيين يواصل المطالبة بتحسين الوضع المعيشي للصحفيين، وتوفير بيئة العمل السليمة للعمل. وبالعودة لهذا العيد الذي أعاد فتح جروح العديد من الصحفيين الذين وصلوا لأشد درجات الفقر جراء ضعف الرواتب وغياب الحوافز وعدم توفر مواد العمل من وسيلة نقل و كهرباء و الإنترنت اللازم لعملهم لفت العديد منهم أن استكتاب العمل لا يتجاوز ال٢٠ ألف ليرة غالباً لمدراء المكاتب، وهذا المبلغ لا يغطي حتى أتعاب التنقل لتغطية حدث ما ولا أجور النت التي يتكبدها الصحفي، مع غياب وجود بطاريات تشغل الرواتر حتى في المكاتب، ما حول الدوام لمعاناة مع غياب الكهرباء والإنترنت وعدم وجود مراوح حتى، فيما لفت بعضهم الآخر أن مكاتبهم لم تستلم قرطاسية ولا منظفات منذ أكثر من عام ومعظم الموجودات من هواتف وكمبيوترات وفاكسات وطابعات بحاجة لتغيير ولصيانة ومحابر، وأي عطل في مقراتهم يعتبر مأساة لأنه لا قدرة لهم لتغطية إصلاحه والمراسلات مع مؤسساتهم قد تستغرق أكثر من عام للحصول على التمويل اللازم لتلك النفقات !! وبالنسبة لعملهم الميداني تحدث الإعلاميون عن موبايلاتهم التي باتت وسيلتهم الوحيدة للتصوير وكتابة موادهم وإرسالها، فيما أكد لنا مجموعة منهم أنهم توقفوا عن العمل لعدم قدرتهم على شراء موبايلات، وعدم تمكن موبايلاتهم القديمة من مواكبة حاجتهم، فيما أعرب آخرون منهم أن غلاء الباقات وعدم كفاية باقة الصحفيين جعلتهم عاجزين عن العمل في الشهرين الأخيرين، ناهيك عن الصعوبات المتعلقة بالحصول على المواد والإجابات لتساؤلاتهم وغياب وعود تسهيلات العمل التي وعدوا بها مراراً، حيث يخشى العديد من المدراء الرد المباشر دون العودة لوزاراتهم، فيما يحوّل العديد منهم الصحفي للمكاتب الإعلامية لتقديم كتب خطية بما يودون معرفته، والبقاء قيد الانتظار لأسبوع وشهر وأحياناً مع عدم الرد، وفي جعبة الصحفيين العديد من الأمثلة على ذلك، أما في القضايا العاجلة فيبدو الحصول على المعلومة أصعب كما يضيف الصحفيون حيث غالباً لايرد الأشخاص المسؤولين، ومع غياب القدرات اللوجستية للصحفي يتأخر الحصول على المعلومة الرسمية الصحيحة، يضاف لذلك غياب التدريب الإعلامي المواكب لمهارات الإعلام العالمي، ما جعل كل صحفي يحاول وبإمكاناته الضعيفة تطوير نفسه بنفسه، وبوقت تواجه فيه مكاتب الإعلام الرسمي قرارات الإخلاء لعقاراتهم المستأجرة بأجارات قديمة، يتساءل إعلاميو طرطوس ماذا سيكون مصيرنا وهل سنواجه مصير زملائنا في جريدة البعث الذين سلموا مقرهم وباتوا يعملون من منازلهم؟ لافتين إلى أن وجود مكتب لائق ضروري لاستخدام الفاكس ومتابعة العمل إضافة للمنزل.

وبعيداً عن فقر اتحاد الصحفيين ورواتب التعاقد والطبابة والوصفات والدعم الخجول للصحفيين الذين يتعرضون للمساءلة والتوقيف أحياناً تساءل إعلاميو السلطة الرابعة وصاحبة الجلالة بطرطوس بأي حال عدت ياعيد ؟!

 

رنا الحمدان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار