على الأمل .. يعيش

العـــــدد 9355

الإثنـــــين 27 أيار 2019

يداعب أستاذ الموسيقى أوتار آلته بلطف، يدرب الراغبين على تعلم العزف، في معهد بسيط متواضع معظم طلابه من الأطفال.
يدعى إلى الحرب.. دعوى الاحتياط لخدمة الوطن، يلبيها بطيب خاطر بل بحماس،
يغلق معهده البسيط المتواضع الذي وضع فيه كل ما يملك من مال وأمل.. يعيد المكان المستأجر لصاحبه ويرحل.
سنوات وهو يصارع الإرهاب الذي دخل من خارج الحدود ناراً وباروداً وموتاً للإنسان .. لم يفرق بين طفل أو امرأة، أو رجل عجوز .. بل يستهدفهم.
رجال الجيش العربي السوري يتصدون للإرهاب الغاشم بقوة.. يدفعون عن الوطن ويدافعون بأجسادهم الشابة، وبأرواحهم.
معين .ح .. أحد جرحى الحرب الذين تواجدوا في أكثر من موقع وساح .. حارب ودافع وأصيب.. كانت إصابته بليغة.
أجرى العديد من العمليات في المشافي العامة والعسكرية.. ولم يشف حتى اليوم.
يرفض معين أن يستكين لإصابته.. يريد أن يعيش كالشباب الذين من عمره .. لكن إصابته تمنعه أن يحب أو يتزوج.. يرفض أن يعرض روحه لخطر الرفض أو الاستنكار..
قوة الحياة في نفس معين تدفعه للمحاولة أكثر في العلاج، والرغبة في العيش كشاب كامل البنية والبنيان، والأمل في غد مشرق.
عمليات عديدة ، ولم يستفد معين، باع قطعة الأرض التي يملك واشترى بثمنها سيارة لخدمته وترك الموسيقى لأهلها .. الموسيقى تريد تأملاً وتناغماً، وصفاء .. وقد هاجر التأمل .. والفن مزاج.
معين .. الذي تحول إلى متسول – حسب رأيه – يستجدي المؤسسات، ومكاتب الجرحى، والجمعيات الخيرية ليجري عملية خارج البلاد حيث يدفع بالدولار.. مبالغ لا يستطيع تأمينها.. ويتساءل:
ماذا بقي ليبيع؟.. من بقي ليستجديه ويطلب عونه؟ وهل تنجح العملية بعد هذا الذل؟
معين واحد من جرحى الحرب ممن فقدوا قدماً أو يداً أو عيناً أو .. لكنه لم ييأس ولم يقنت من رحمة الله.
قوة الحياة، والأمل في العيش، والبقاء .. ..مشاعر قوية تمنعه من الوقوف في المكان .. وعلى الأمل يعيش.
معين قدم جزءاً من جسده، وسنوات من عمره، والمستقبل مجهول ..
أمام معين .. ماذا يقول أولئك الذين يبادلون الوطن بالمال، ويفخرون بإنجازات يندى لها جبين الإنسانية، وقد تحولوا إلى رصاص في بندقية أمريكية، إسرائيلية، ومفخخة وهابية إخوانية خائنة؟!
أما نحن فنقول: أبناء السيدة .. سورية، أسياد .. لا يهزمون.

سعاد سليمان 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار