الوحدة: 15- 8- 2023
الشعر والأدب ينبعان من صلب الحياة.. بداية لقائنا مع الشاعرة فاطمة حرفوش بنبذة عن حياتها فهي خريجة كلية الحقوق جامعة دمشق و عضوة في نقابة المحامين.
تكتب الشعر والخاطرة والقصة القصيرة جداً وتجربتها الأدبية لا تزال في بدايتها وتحاول أن ترسم لها مساراً خاصاً و يتم توثيق جميع ما تنشره في المواقع الإلكترونية، وقد نالت استحساناً جميلاً من قبل معظم المنتديات وترجمت لها بعض القصائد إلى اللغة الهولندية.
– متى تغلغلت مواسم الكلمات الخضراء في ذاكرتك ومسيرتك الأدبية؟
* بدأت ملامح اهتماماتي الأدبية تظهر في مراحل مبكرة حيث كان الشعر والأدب يستحوذان، أثناء دراستي، على جل اهتمامي فكنت أقرأ كل ما يقع تحت يدي من كتب الشعر والأدب، تعرفت على معظم الشعراء والأدباء العرب في كافة مراحل تاريخ الأدب العربي ابتداء من الشعر الذي يسمى بالجاهلي (وإن كان لي تحفظات على هذه التسمية) وانتهاء بشعراء العصر الحديث إضافة إلى الأدب العالمي، ثم بدأت تتنوع مطالعاتي في اتجاهات عديدة مختلفة.
بدأت بالكتابة منذ فترة طويلة إلا أني لم أنشر شيئاً في ذلك الحين.
بدأت بنشر ما أكتبه منذ ثلاث سنوات في صفحتي على الفيس بوك وفي المنتديات الأدبية الإلكترونية العديدة.
– برأيك من هو الشاعر؟
* الشاعر هو من يملك حساً مرهفاً جداً تجاه كل ما يراه ويترك تأثيراً بنفسه، سواء كان تأثيراً إيجابياً أو سلبياً بكل القضايا التي تهم الإنسان وتعبر عن هواجسه المختلفة وأوضاعه وما يعتريها من تبدل وضعف وقوة وفرح وانكسار وطموح للنفس الإنسانية وآمال وأحلام لا تعترف بمستحيل ولا حدود لها، ويملك الموهبة والملكة الشعرية ويصقلها بالثقافة والدراسة وله لغته الشعرية الخاصة به فيعبر عن الوجدان الخاص والعام بصدق وبحس عالٍ بالمسؤولية. كثيرون يتمتعون بالحس المرهف العالي لكن لا يملكون الموهبة الشعرية الفطرية فيعبرون بوسائل مختلفة. فالبعض يعبر بالفن بكافة أنواعه من تمثيل ورقص وعزف وغيره.
– كيف يكون دور المنتديات الثقافية في رفع شأن الشاعر وشهرته، وهل هناك وسيلة أخرى ؟
* تلعب المنتديات الأدبية دوراً كبيراً الآن في التعريف بالمواهب الأدبية المختلفة وفي رعايتهم وأتاحت الفرصة للكثيرين للنشر والتعريف بهم للقارئ، فهي أصبحت الوسيلة الأوسع انتشاراً والأهم في عالم الأدب.
– أي الشعراء أثار إعجابك وما زال فوق حدود الوقت؟
* إذا قلنا إن شاعراً واحداً فقط نكون قد ظلمنا الكثيرين من الشعراء والمبدعين في تاريخ الأدب العربي القديم والحديث، فالإبداع لم يتوقف عند شاعر واحد، فكلنا مانزال نسحر بروعة وجمال الشعر العذري من شعر جميل بثينة وقيس بن الملوح وشعر الفروسية لعنترة وشعر الصعاليك كعروة بن الورد وديك الجن الحمصي والمتنبي والمعري وأبو فراس الحمداني وابن زيدون وغيرهم كثيرون.
الجمال والإبداع لا ينحصران بشاعر معين لكن الشعر الغنائي كان أقرب إلى التأثير ومن رواده شاعرنا الكبير نزار قباني وخليل جبران خليل ربما هما كانا الأكثر تأثيراً في مراحل سابقة، الآن أعداد لا حصر من الشعراء كل يوم نقرأ لشاعر جديد نتعرف عليه عن طريق النت يستحوذ على مجامع القلب لسحر بيانه وإبداعه.
– ما الفرق بين الشاعر والمستشعر وأين نجد الإثنين معاً؟
* المستشعر هو من يملك البصيرة النافذة فيرى ما لا يراه غيره والرؤية الخاصة لما يجري في الواقع المعاصر له، فيستشف المستقبل من نظرته.
– ماذا تنصحين هؤلاء المتطفلين على قداسة المنابر الأدبية؟
* من لا يملك الموهبة الشعرية عليه أن لا يضيع وقته ووقت غيره فليس المطلوب أن يكون الجميع شعراء فلكل منا دوره في الحياة ودوره لا يقل أهمية عن دور غيره فكل يكمل بعضه البعض مهما كان عمله ونوعه أسواء كان كلمة تريدين إيصالها، لمجتمعنا الأدبي أود أن أقول ليأخذ كلٍ منا مكانته الحقيقية، وأن نلبس أثوابنا لا أثواب الآخرين وأن نتاجر ببضاعتنا لا ببضاعة الآخرين
* من قصائد الشاعرة:
” لصُّ الليلِ ”
على إيقاعِ قلبه يتراقص
طيفها كل ليلةً يحملُ
رسائلَ حبّ
يمخر عُبابَ المسافاتِ
يختالُ كنجمةِ المساءِ
في أُفقِ الليلِ .
يهطلُ على روحه غيمةً
حبلى محملةً بالعطر
يخترق كل ما أقامه من
حواجز وسواتر صدٕ ومنعِ
يتسللُ كلصٍ محترفٍ اعتادَ
كل ليلةٍ السلب والسطو
يسرقُ أنفاسه ويغمرُ روحه
بشذى الحب
معينة أحمد جرعة