الوحدة: ٤-٨-٢٠٢٣
من طلب العلا سهر الليالي، هي مقولة امتثلت بها كل من نور ونيرمين وجسدتاها قولاً وفعلاً متخذات منها منهجاً وسلوكاً دأبتا عليه منذ الصغر للوصول إلى هدف وضعتاه نصب أعينهما لتحقيق تفوقهما.
فقد اعتبرت نيرمين ٢٣٩،٩ ونور ٢٣٩،٨ تفوقهما هو حصيلة تعب سنوات ورحلة تفوق امتدت عبر سني دراستهما منذ أن نطقتا الحرف وتعلمتا الهجاء، مستمدتين من والديهما الدعم والتحفيز لتحقيق ما تصبوان إليه مما عزز من مثابرتهما وتحقيقهما التفوق، واعتبرت كل من نور ونيرمين بأن الأجزاء التي حالت دون المجموع الكامل هي بمثابة تحدٍ شكل دافعاً حتى تجتهدا، ويكبر الطموح الذي سيقودهما إلى تفوق أكبر وإنجازات أكثر في مجال دراسة كلية الطب الراغبتين في دراستها، منوهين بأنهما قد اعتراهما بعض الملل الذي تخطيتاه بإصرارهما على تحقيق التفوق وليس سواه ولم تنسَ نور ونيرمين فضل وشكر (من علمني حرفاً كنت له عبداً).
وأما عن والدة نور ونيرمين المهندسة بشرى سليطين ذكرت بأن لحظة إصدار النتائج لحظة مصيرية مع يقينها بتفوق بناتها، فقداختلطت عليها المشاعر فلم تعد تدري أتبكي.. أتضحك.. أم ترقص وتصرخ فرحاً؟ منوهة بأنها تشعر بالزهو والفخر بماوصلت إليه نور ونيرمين لافتة بأنها كانت حريصة على توفير الدعم النفسي المعنوي لهما مشجعة لهما إزاء الظروف الصعبة التي واجهت كل طالب.
أما عن والد نور ونيرمين، طارق حطاب، وهو رئيس مركز حماية الغابات في قسطل المعاف والذي يقول: لم أستطع أن أشارك بناتي الفرحة بتفوقهما فقد كنا منهمكين في إخماد حرائق ريف اللاذقية، هذه الفرحة التي شابها الحزن على احتراق غابات بالكامل، فيما يرى أن التفوق هو محصلة اجتهادات ونجاحات متتابعة، ونور ونيرمين رأسمالي في هذه الحياة بتفوقهما منحاني السعادة مضاعفة واعتزازي بهما غير محدود.
أما المتفوقان التوماءن الحسن والحسين طربوش قالا: والدتنا من زرعت فينا النجاح ونهدي شهادتنا لروح والدنا .
أم الحسنين (حسن وحسين طربوش)المربية لميس الفندي قالت : في ترقب وتوتر كنت أنتظر صدور النتائج وكم كنت أتمنى وأفتقد وجوده اليوم ليكون بجانبي ويشاركني فرحتي والدهم الشهيد في الحرب ضد الإره.. اب، فمنذ استشهاده وقبلها احتراق منزلنا في حلب تضاعفت لدي المسؤولية تجاه تربيتهم ودراستهم وأخوهم الأصغر، وكل ذلك تحملته ومضى في سبيل أن ينجح ولديّ ويتفوقا، مضيفة: وأنه بعد شهادة أبيهم نسيت الفرح وبنجاحهم وتفوقهم ولّى التعب والحزن وأزاحوا عني سواد أيامي وحولوها ربيعاً ورسموا البسمة على وجهي ومنحوني أملاً بغد مشرق يمنحهم الأمان.
يقول الحسن والحسين: لم تبتسم لنا الحياة كثيراً في البداية عندما استشهد والدنا، وافتقدناه ونحن صغار، ونفتقده اليوم وتمنينا لو أنه يشاركنا فرحتنا بتفوقنا ولكن قدر الله وما شاء فعل، وأدام الله لنا والدتنا التي نذرت نفسها قرباناً في محراب سعادتنا وتفوقنا، وكان جل همنا من بداية السنة لغاية صدور النتائج هو التفوق لغاية أسمى من التفوق هو إزاحة مسحة الحزن والألم لترتسم البسمة والفرحة على وجه التي عانت وتكبدت لنصل إلى ما نحن عليه، وكما نشكر مدرسينا وكل من كان لنا عوناً لنصل لهدفنا المنشود في التفوق حيث لم نعطِ للعبث فرصة ولم ندع للتقصير طريقاً، جهود متراكمة عبر فصول السنة الدراسة بذلناها، وتركيز اعتمدناه للحصول على التفوق، آملين أن نوفق في تحقيق رغبتنا في دراسة الطب. ويختمان الحديث: نهدي تفوقنا لروح والدنا الشهيد والتي لابد أن تبتهج لنجاحنا وتفوقنا.
نجود سقور