الوحدة: 1- 8- 2023
تسبب زلزال السادس من شباط بكوارث بشرية كبيرة، فكثير من المواطنين أضحوا بدون مأوى فمنهم من انهارت منازلهم بالكامل ومنهم من تهدمت الجدران من الداخل، ليروا أنفسهم في الشارع لا يملكون شيئاً بعد أن ضاع شقاء عمرهم . من هنا فقد أصدر السيد الرئيس مرسوماً تشريعياً في السريع العاجل بفتح باب القروض والتسهيلات الكبيرة للمتضررين.
مضى على الكارثة أكثر من خمسة أشهر ولم تصدر التعليمات التنفيذية التي تريح المواطن، علماً أنه – وبكل صراحة – الدخل الشهري لأي موظف لا يكفيه كمصروف لعائلة مضى على تشردها خمسة أشهر على أن يحسم منه مبلغاً لقرض لن يستغله بشيء إلا لترميم منزله.
وفي لقاءات قامت بها صحيفة الوحدة مع المتضررين الذين خسروا منازلهم، أكدوا على ما سبق، وتحدثوا بحرقة عن وضع الشتات الذي هم عليه ما بين إيجارات باهظة وغلاء في المعيشة، فبعد أن كانوا يعيشون الاستقرار جاء الزلزال ودمر مستقبلهم وحياتهم وشردهم ؟ فمن سينقذهم من هذا الحال؟
وهم يعيشون حالة الانتظار والترقب لقرارات الحكومة، فأحياناً يسمعون إشاعات (من يرمم منزله على حسابه ليس له قرض) وأحياناً بأقوال أخرى (هناك دعم مادي سيوزع على المتضررين) والكثير من الكلام المتناقل، ولنجيب على هذه التساؤلات التقينا عضو المكتب التنفيذي رئيس غرفة عمليات الإغاثة باللاذقية السيد بشار أسد حيث قال: تستمر غرفة عمليات الإغاثة بعملها انطلاقاً من الأولويات التي تم تحديدها في المرحلة الماضية حتى تشمل جميع المتضررين وتقدم الدعم لهم بكافة الوسائل الممكنة.
* الدعم المادي للمتضررين:
تم وضع خطة لتحسين حال المتضررين من حادثة الزلزال والموجودين في مراكز الإيواء كي يتمكنوا من مغادرتها والاستئجار، فالكثير منهم يتمنون أن يحصلوا على حياة أكثر استقلالية كون المراكز تضم عدداً كبيراً من العوائل، أما القسم الذي يرغب بالبقاء في مركز الإيواء فلن يتم إجباره على المغادرة.
وعن الدعم المادي نتحدث، فقد أبدت المنظمات استعدادها لدعم المتضررين، علماً أنها غير قادرة على دعم جميع المتضررين لذلك اقتصر الدعم على نتائج لجان السلامة لاستهدافهم بمبلغ ٣٠١٥٠٠٠ليرة، الأولوية في الاستفادة جاءت لمراكز الإيواء فهناك 635 عائلة، هذا وتم سابقاً تأمين سكن لحوالي ٧٠٠ عائلة من قبل مبادرات فردية والهلال الأحمر الإماراتي، وحالياً تم استهداف ٧٧ عائله بالمبلغ المادي المذكور مسبقاً من قبل صندوق الزلزال، وهناك ٣١٨ عائلة سيحول لهم المبلغ لإخلاء مراكز الإيواء، وإيجاد إيجارات خارجية، بالإضافة إلى ٥٠ عائلة في مركز أوشن في جبلة تبنى وضعهم الهلال الأحمر الإماراتي، إما بتأمين الإيجارات أو بالسكن المسبق الصنع. كما وسيتم استهداف جميع العائلات المتضررة والقاطنة خارج المراكز من قبل صندوق الزلزال بشرط موافاة غرفة العمليات بالأشخاص المستفيدين، فمن استفاد من المنظمات لا يحق له الاستفادة من صندوق الزلزال.
وفي إحصائية لعدد المراكز يوجد عشرة مراكز إيواء موزعة ما بين اللاذقية وجبلة، وعند الانتهاء من دعم العوائل المحددة فيها سيتبقى أربعة مراكز، وهناك خطة للعمل على تأمين إيجارات للجميع، فقد قدم ١٠٠٧ كشوف للمحافظة قسم كبير منهم ليس لديهم أي ضرر، هذا وقد انتهى عمل هذه اللجان وتم تشكيل لجان السلامة للكشف الثاني والتي تضم أخصائيين وبتنظيم أكثر، هذه اللجان لن تقوم بالكشف على المنازل التي تحتاج إلى ترميم وإنما ما يحتاج إلى تدعيم والآيلة للسقوط، وهذه الشريحة ستحددها لجان (٥٥٥) لتستفيد من القرض، أما من يحتاج منزله للترميم مهما كانت الأضرار فهو لا يستفيد من القرض فبمجرد أن قرر سكان أي بناء إعادة بناء العقار الذي هدم يقدم لكل عائلة ٨٠ مليون ل.س من صندوق الزلزال.
الوحدات السكنية المسبقة الصنع:
أضاف السيد بشار أسد قائلاً: تم بالشراكة مع فريق الهلال الأحمر الإماراتي تحديد المواقع السبعة (الغراف ١ ، الغراف ٢ ، الفيض ، النقعة ، اسطامو ، الفوار ، دمسرخو) والتي ستستقبل بمجموعة ١٠٠٠ وحدة سكنية مسبقة الصنع إبتداء من الضاحية الجنوبية (الغراف) حيث تم الإعلان عن النموذج المعتمد بمساحة 42 متراً مربعاً، وأنهت الشـركة العامـة للبنـاء والتعميـر أعمـال تجهيـز القواعـد البيتونيـة وبُـدء بتركيب الوحدات المسبقة الصنع من الشـركة المنفـذة فـي المواقـع فهناك 900 وحـدة جاهزة للتركيب. أما بالنسبة لموقع اسطامو فسيتم البدء بنقل ملكية الموقع المقترح لصالح بلدية قمين كوحدة سكنية مسبقة الصنع قبل المباشرة بتهيئة الموقع العام.
هذا وتم الاتفاق مع فريق الهلال الأحمر الإماراتي على إشادة ٥١٧ وحدة سكنية مسبقة الصنع.
أما عن موضوع التأخير في إنجازهم فيعود لمشكلات في ملكية الأراضي والتربة ببعض المواقع، كما أن البنى التحتية مكلفة جداً.
* الأبراج السكنية للمتضررين:
في سياق متصل بيّن السيد بشار أسد أنه قد تم التنسيق بين وزارة الأشغال العامة والإسكان ومحافظة اللاذقية على بناء ٨ أبراج سكنية بعدد إجمالي ٣٢٠ شقة بمساحة وسطية ٨٠ م٢ للشقة وبمعدل ١٠ طوابق للبرج الواحد، يـتم تنفيـذها مــن قبل مؤسســة تنفيــذ الإنشـاءات العســكرية والشــركة العامة للبناء والتعمير، موزعة على الشكل الآتي :
١- مدينة اللاذقية أربعة أبراج متوسطة في منطقة أوتوستراد الثورة نسبة تنفيذها ٣٨٪. وفي منطقة الرمـل الجنـوبي – الغراف ٢ بـرج و تـم توقيـع محضـر الاتفــــاق مــــع مؤسســــة تنفيــــذ الإنشــــاءات العســــكرية متــــاع 6 حيث باشرت الشركة بأعمال الحفر في المحضرين وتم الانتهـاء مـن هذه الأعمال وصب البيتون المغمـوس فـي المحضـر رقـم /٢/.
٢- وفي مدينة جبلة المتحلق الشرقي ٢ برج، وقد تم توقيع محضر الاتفاق مع الشركة العامة للمشاريع المائية لتنفيذ أعمال الهيكل والإكساء للعمارتين (٣-٤) في منطقتي النقعة والعزة في جبلة حيث تمت المباشرة بأعمال الحفر في المحضرين ويتم التجهيز لأعمال الصب. وعن المستحقات المالية يقوم المتضرر الذي خسر منزله بفعل الزلزال بدفع ٤٠ مليون ل.س كدفعة أولى وتقسيط الدفعات المتبقية على مراحل وحتى تاريخه لم يتم تسعير الشقة السكنية بشكلٍ نهائي لكنه سيكون مبلغاً رمزياً.
* قروض الزلزال:
أكد السيد بشار أسد على أن القرض المخصص للمتضررين سيشمل الأبنية النظامية والمخالفة وفق تقرير لجنة الثلاث (٥٥٥) حيث تقوم هذه اللجنة باستكمال عملها لإحصاء مستحقي القرض من المتضررين، عند إنهاء عملها سيعطى مهلة ٩٠ يوماً لاستقبال الاعتراضات، ومن هنا ستصدر التعليمات التنفيذية والتي تحدد المستفيد النهائي أي من بحاجة سكنه لتدعيم وليس لترميم، بالإضافة إلى من سيهدم بناؤه وقد حدد سقف القرض ٢٠٠ مليون ليرة يعطى بحسب تقرير اللجان، وهذا القرض له تسهيلات كثيرة، أول ثلاثة أشهر معفى من الدفع ومدته عشر سنوات بدون فوائد، وهناك حالة لم يتم التطرق لها بعد وهي حول من تعطل عمله بسبب الزلزال سواء خسر مصدر رزقه أو محله التجاري أو تضرر جسدياً بعاهة مؤقتة أو دائمة فلم تصدر حتى الآن أية تعليمات حول تعويضه.
بتول حبيب