الوحدة : 30-7-2023
لن نتحدث الآن عن الحريق ومسبباته، ولا عن التقصير بالإجراءات الاحترازية لمنع حدوثه خصوصاً بتوقيته الحالي، والظروف المساعدة على اشتعال الحرائق من عوامل جوية وأفعال بشرية ومسببات خارجة عن الإرادة كتدخل للتيار الكهربائي وأعطاله…
ما سنورده هو الشكر والامتنان لعناصر الإطفاء بجميع كوادرهم وللجهود الجبارة التي يقومون بها ضمن ظروف صعبة جداً بالأيدي والصدور العارية، جهود تصغر معها كل عبارات التقدير التي لا تفي قطرة عرق تسيل على جباههم المتعبة.
لقد شاهدنا بأم العين كيف يقومون بعمليات الإطفاء بأيديهم وأدواتهم البسيطة فقط، ضمن طبيعة وعرة لا تستطيع الآليات الوصول إليها، بلباس عادي وأحذية بسيطة بدون أية وسيلة حماية – ولو كمامة – تخفف عنهم رائحة الدخان أو حتى منشفة مبللة بالماء يمسحون بها وجوههم المتوهجة من حرارة الطقس وسعير النيران حولهم.
إصابات متعددة باختناقات وحروق وجروح تعرضوا لها مع شهيد قضى وهو يؤدي عمله النبيل.
لن نتحدث اليوم كما أسلفت عن الحريق وأسبابه، ولكن سنضيء على هؤلاء الجنود البواسل وما يجب أن يُقدَّم لهم من وسائل حماية وتعويضات عمل مجزية وواجب الشكر والامتنان لتضحياتهم وجهودهم، على أمل أن يكلل تعبهم بإطفاء هذه الحرائق بدون خسائر التي ندرك جيداً أنها لا تعوض حيث فقدنا آلاف الدونمات التي سنبكيها بعد جلاء الدخان ووضوح الرؤية، وستبكينا لإهمالنا لها وهيهات لتعويضها.
ميساء رزق