الوحدة:27-7-2023
جميع أهالي قريتي بيت الساحلي وعين الزرقا و القرى التابعة لبلدية مشقيتا أجمعوا على نسيانهم من ماء يروي عروقهم، فهم من دون ماء منذ البارحة، ويشعرون بالعطش الشديد وهم يطلبون النجدة وتأمين المياه لهم.
عائلة السيد علي الساحلي ومنهم زوجته وابنته قالتا: لا ماء عندنا للشرب ونحن نأتي به من الجبل من البئر الذي حفرناه بما جنيناه من عمر التعب والعمل وبيع البقرات الخمس منذ أعوام عدة ولكن الخراطيم ذابت تحت تأثير النيران التي التهمت الأخضر واليابس، كنا في البيت وقت الظهيرة وفجأة غاب النهار ليأتي ليل غائم ثم ظهر وهج من النيران، فصرخت اخرجوا من البيت.. نار وحريق، هذا ما أشارت إليه الفتاة لتكمل والدتها بقولها هذه المرة الثانية التي تحترق الخراطيم من الحرائق وقد كلفتنا عشرات الآلاف وقتها بطول 3 كم، وراح الرزق لقد كانت النار فوقنا وتحتنا والحمد لله لجأنا لداخل البيت ووضعنا كمامات مبللة بالماء لاستنشاق الهواء، أولادي وأنا وزوجي لا راتب لنا وليس عندنا مورد غير ما نجنيه بتعب وشقاء في الأرض، اشترينا غراس الليمون وزرعناها في الأمس القريب وفجأة صارت رماداً.
القرية بحاجة لكثير من الخدمات مواصلات وري للأراضي وماء شرب حيث لا يوجد فيها شبكات وطالبنا كثيراً ولم يجد ذلك نفعاً ونحن حوالي 10 عائلات، كما أن القرى الملاصقة لنا عندهم مياه الشرب منذ سنين طويلة مثل بيت شميشة وبيت زيدان ..طلبوا منا أن نترك منازلنا ونرفض بإصرار، نحن نحمي بيتنا، ونحن قد حميناه قبل وصول النجدة وقمتا برش الماء حولنا لنطفئ النيران.
وأخيرا نناشد المسؤولين بتأمين صهريج ماء لنشرب.
زوجة المرحوم عيسى السواحلي، قالت: سمعت أصواتاً ومناشدة فقلت أنها لإسعاف مريض، وفجأة شاهدت ألسنة النار فوق بيتي فصرخت لعائلتي لنخرج من البيت فالنار كانت قد أحاطت بنا فخرجنا مسرعين للأراضي التي ارتفعت فيها النيران لتحيط بنا بشكل دائري والخوف اشتعل بجوانبنا ولكنها بعون الله ورحمته كانت برداً وسلاماً حيث نزل شباب لإنقاذنا ونجدتنا، عندها لم أدرك شيئاً.
لا أعرف ماذا جرى، أفقت في المشفى الوطني والآن تخرجنا منه وكنا خمسة، راح الرخيص والحمد لله أولادي سالمين، جاءت الجمعيات وملؤوا استبيانات ونسوا أن يحضروا لنا ماء للشرب..
عائلة السيد عادل السواحلي، قالت: لم نخسر غير أسلاك كهرباء وخراطيم بمئات الملايين وعشرة رؤوس من الأغنام وأيضاً أشجار ليمون وزيتون و..الحمد لله لم يبق لدينا شيء، فتجيبه والدته: الحمد لله نجوت أنت، وتتابع بقولها عند الواحدة ظهراً خرجت خارج الدار فالنار التهمت الحراج والبساتين. وأخذت كل هذه المساحات الشاسعة البارحة فقط وتكمل طريقها إلى بستنجيق وبيت حليبية اليوم.
في طريقي للقرية وجدت الناس ينزحون و قد استقلوا قاطرة جرار زراعي وافترشوها مع لوازمهم وفرشهم.
في ذهابنا وإيابنا الشباب من جميع فرق الإنقاذ، دفاع وطني وإطفاء من معظم محافظات القطر وزراعة وصحة، وخدمات فنية بصهاريج وتريكسات و غيرها وحتى جمعيات في عمل ليل نهار وعلى قدم وساق.
في طريق العودة ورياح الصيف تلفح وجهي برودة، وهي التي كانت وقودا يزيد في سعير النار، وهنا جاءت مؤازرتي في مشقة الطريق حيث ساعدتني سيدة في الوصول إلى البيت وكان الحزن يعصر قلبها لتقول
السيدة أم نورس من قرية بيت زيفا: قبل اشتعال الحريق كنت أجلس في الشرفة جاءت عاصفة ريح قوية كادت تخلع الشجر من جذوره فقد كانت تلفه ليرتمي أرضاً و يقوم ثانية فقلت في نفسي: الله يلطف فينا لقد شعرت بالخوف والقلق ولم أعرف السبب، فدخلت للبيت ومددت نظري من النافذة لأرى الدنيا حمراء سرعان ما اشتعلت في البعيد، ولم أستطع النوم ولا الطعام أو الشراب منذ البارحة، كذلك زوجي وابني ،أخاف أن تصل النار لبيتي، بعثت بزوجي المريض إلى منزلنا في المدينة فنحن نأتي للقرية لنزرع فيكون مردودا لمصاريف البيت التي أرهقتنا مادياً ومعنوياً حروب وخراب وبلاء وزلزال.
من الجمعيات التي التقيناها على خطوط الإنقاذ وفي جبهات النيران وسحبها.. ليس بغيث بل أمطار من النيران والرماد، ومنها جمعية الفرنلق حيث أكد المهندس سومر مريم – رئيس جمعية الفرنلق البيئية والتنموية أنه وضمن استجابة مديرية الزراعة قمنا بمؤزارة فرق الإنقاذ والإطفاء كافة العاملين في إخماد الحريق بتقديم أي نوع من المساعدة مثل: الإطعام ومياه الشرب، ونحن نقف على مفرق يصل إلى بيت ملك وسولاس، واختتم بقوله: الاستجابة لإخماد الحريق من رجال الإطفاء والدفاع المدني كانت فورية، لكن سرعة الرياح وحرارة الجو أكبر.
المهندس أحمد قره فلاح – المدير التنفيذي لمؤسسة الشهيد في اللاذقية قال : جئنا لمؤازرة فرق الإنقاذ فهم يحتاجون للأكل والشرب وإذا بالإمكان مساعدتهم لإخماد النيران ونقف إلى جانبهم معنوياً.
هدى سلوم