الوحدة : 26-7-2023
(استمتعنا بهذا الصيف) والفرح يصبغ وجناتها بهاء، هذا ما استهلت به الشابة الصغيرة فرح كلامها بلقائنا معها في دار الأيتام باللاذقية، وتابعت بقولها: ذهبنا إلى روسيا في معسكر وكانت رحلة جميلة جداً خاصة، ووجود الألعاب في الطبيعة مثل لعبة طرزان والتنقل بالحبال بين الأشجار، بالإضافة إلى رحلة أسبوعية إلى القرى السياحية والمطاعم وغيرها والأعياد عندنا لها حلواها، فكل شيء في هذه الدار جميل، من مشرفات وأساتذة وإداريين، ومن خارجها ليس حاله أفضل منا ، كل شيء متوفر لنا ولا ينقصنا شيء وكل ما نحتاجه مؤمن لنا، نعم هذه الدار، أحبها فهي داري وأهلي وإخوتي وكأني ولدت فيها، فأنا أقدم واحدة فيها جئت وأختي منذ كان عمري 3 سنوات، مضت أكثر من 10 سنوات وأنا أعيش ضمن عائلتها، أحب القصص والروايات وأقرأ الكتب الموجودة في مكتبة الدار لأسرح بخيالي إلى البعيد، فأنا أحب المغامرات، وأحب العلوم ومستواي في مدرستي التابعة للدار فوق الجيد، لم يبق لي غير سنوات قليلة وأتخرج من الدار وإني آسفة على ذلك، سأفتقدها ..
السيد وليد أسمر – مدير دار كفالة الأيتام قال: دار الأيتام هي جزء من جمعية المساعي الخيرية الإسلامية التي تأسست عام 1928 وتضم أربع مؤسسات: دار كفالة الأيتام، مدرسة عمر بن الخطاب وخولة بنت الأزور، مستوصف يقدم خدمات طبية مجانية، معهد للدار ويعد من أنواع النشاطات لتقديم التعليم، وتقديم المساعدات للأسر الفقيرة.
دار الأيتام تأسست عام 1959 وكان مقرها في سوق التجار والبناء قديم إلى أن افتتحت هذه الدار الجديدة عام 2004، واليوم يتراوح عدد الأولاد فيها (20 – 25) ولداً، وخلال الأزمة التي مرت بها بلادنا تجاوز عدد الأطفال فيها ال60 من جميع المحافظات، حيث قدمنا لهم كل الاحتياجات، وضمن مجال رعاية الأيتام لدينا كفالة يتيم ل240 طفلاً من خارج الدار يعيشون مع أسرهم، فنساعدهم مادياً برواتب شهرية وحسب عدد الأطفال فيهم.
وأضاف السيد وليد: وفي الأعياد والمناسبات نقدم لأولادنا الثياب الجديدة وأيضاً العيدية ليكونوا كما كل أولاد العيد، أي ما يقارب 100 ألف ليرة بالإضافة إلى السلل الغذائية المتوفرة لدينا، وكل هذه الخدمات لمن هم خارج الدار كما نشاركهم بالنشاطات، أما الخدمات التي نقدمها داخل الدار فهي الرعاية الصحية والتعليمية وغيرهما من الإطعام والإكساء …فلدينا مقيمات وعلى مدار الساعات ال24 هن على سهر ورعاية للأطفال، ولدينا كادر تعليمي في الشتاء لتعليمهم وتغطية النقص عندهم، وبرامج تقوية في الصيف، ولا نترك أولادنا خارج نطاق المجتمع، ونحاول دمجهم دائماً بالمجتمع لتكون عندهم كل الأنشطة والفعاليات الثقافية والمجتمعية الكشفية والترفيهية، فلدينا اليوم نشاط تفاعلي مع فريق بناء مهارات الحياة وهنا لا بد أن نقدم كلمة شكر للأستاذ مجد صارم مدير الثقافة والسيدة آمال لجميل عملهما تطوعاً ومبادرة، حيث قدم كادرهما مهارات يدوية وحكايات لاذقانية ومسرح الظل، بمشاركة لأطفال دار لحن الحياة من دمشق.
ولدينا نشاط رياضي يقدمه لهم شاب من كلية الرياضة، جاء لأجل الدراسات والاستشارات التي يقومون بها في جامعتهم، وهم يأتون إلينا وفق الأصول القانونية، وأيضاً للترفيه حيز كبير لهم، ولدينا رحلات منها كانت إلى دمشق وحاراتها وأسواقها ومطاعمها، وأيضاً كان لهم البعثات السنوية إلى بيلاروسيا وروسيا وفي هذا العام وبدعوة من وزارة الدفاع الروسية كان لأولادنا المخيم الترفيهي في منطقة تابعة لجزر القرم، وشارك أطفالنا أيضاً بمعسكر الكشافة والأنشطة الفنية، كما لدينا الأنشطة البحرية في مسبح الباسل يومي الأحد والأربعاء، ونذهب بهم إلى البحر، وفي مناسبات كثيرة مثل رمضان يأتينا من أهل الخير المشاركة بمأدبات الإفطار في مطاعم اللاذقية وغيرها.
واختتم السيد وليد حديثه بدعوة كل شخص يريد تقديم شيء مفيد أو دراسة وبحث عن أولاد الميتم نقول له إن الدار مفتوحة أبوابها لكل الناس، ويأسف لتفاوت عدد أطفال الدار وذلك لأن أهالي اللاذقية يمتنعون عن وضع أولادهم في الدار بينما في المحافظات الأخرى يقبلون عليها بسبب الحاجة والقلة، ويلجؤون إلينا بلا حساب.
هدى سلوم