الوحدة 22-7-2023
شاعرةٌ معاصرة.. تُجيد غزل الكلمات لتصوغها في قوافٍ من نثرٍ وشعر.. تقطف حروفها من غلال الحبّ والشّغف والأمل والألم.. لتصوغها في سِلال مفعمةٍ بالمشاعر والأحاسيس والوجدان..
الشاعرة نرجس عمران، زهرةٌ فوّاحة بأريج الثقافة، تجمع فنون الأدب والكتابة والإعلام لتنشر عبقها بأعذب الكلمات وأرقّ المعاني..
في السطور الآتية نتوقف عند مسيرتها الأدبية ونسلّط الضوء أكثر على آرائها وتطلّعاتها.. في لقاءٍ يجمعنا عبر القلم وأثير التواصل الاجتماعي…
– كيف توصّفين المشهد الثَّقافي الرَّاهن؟
المشهد الثَّقافي الراهن لمجتمع ما هو دوماً انعكاس للمشهد الحياتي، نراه كما لو أنَّه ردة فعل الأقلام والإلهام معاً.. في الثَّقافة والفنون بمختلف الأنواع والأنماط والأساليب المتّبعة في كلًّ منهما على مجريات الواقع من حولها.. لذلك نرى أن المشهد الثَّقافي الرَّاهن يبدو كما لو أنَّه خليّة النحل تماماً، حالة حراكٍ واجتهادٍ ومثابرة لتقديم الأفضل والسَّير قدماً بعجلة الثَّقافة من خلال مختلف النشاطات.. والتعاون مع الحركات الثَّقافية الأخرى بدعوتها للحضور أو تلبية دعواتها.. هذا كلُّه لأنَّ للمشهد الثَّقافي هَمٌّ وطني، فانبرى المثقفون والأدباء للوقوف إلى جانب وطنهم في محنته وإثبات أنَّنا على قيد النِّضال والصُّمود، وما من مؤامرةٍ ستُخرس أقلامنا أو توقف عجلة الثَّقافة. ونؤكد أن المضمون الثَّقافي فاعلٌ وللكلمة مفعولٌ، فهناك كلمة حق لابُدَّ أن تُقال، والصُّورة الحقيقية لما يجري لابُدَّ أن تصل إلى الأصقاع لتظهر الزِّيف والتَّشوه المتعمّد. دمعة الكلمات باديةٌ على خدود السُّطور لما لحق بوطننا من ألمٍ، لكنَّ ابتسامة النَّصر تعلو وجه القصيدة.
– كأديبة وإعلامية متعددة المواهب، كيف توظّفين مواهبك؟
شكراً لهذا السُّؤال والذي ينم على متابعة جيدة، الحقيقة أنا لا أحبُّ أن أنجح في الموضوع الذي بدأتُ به فقط، بل أحبُّ أن أتميز أيضاً، وكان من أحد أهم أهدافي في مشروعي الثَّقافي هو مخاطبة أكبر شريحةٍ من النَّاس ونَيل ثقتهم، لذلك تعددت مجالات تواجدي كشاعرة أو كاتبة أو إعلامية سيّما وأن القدرة على خوضها موجودة، لذلك تراني أكتب الألم وأدعو للسَّلام.
– ما رأيك بالملتقيات الأدبية؟
الحقيقة أنّ الملتقيات الأدبيّة هي جزء من الحركة الثقافيّة، ومهما بلغتْ إيجابياتها لها سلبياتٌ عدّة، لكن الحقيقة قد نلمس لبعض هذه السَّلبيات عذراً بسبب بعض الظروف الراهنة من حرب ظالمة وتبعياتها.. فالملتقيات تسهم بشكل كبير في رفد الحركة الثقافية بالمزيد من النشاط والتواصل والاستمرارية، كما أنَّه يتم من خلالها التواجد الفعلي على أرض الواقع بما يعزز الثقافة ويساهم بنقلها بين الأجيال ومع الملتقيات الأخرى، إلا أن لبعض الملتقيات بعض السَّلبيات، منها انشغال الجمهور عن حضور معظم الفعاليات الثقافية لعدّة أسباب، وهذه تعيق أحياناً المثقفين أنفسهم من التواجد والمشاركة.
– منصّات التَّواصل الاجتماعي هل تخدم شعراء اليوم أم لا؟
منصات التواجد الاجتماعي تخدم الشُّعراء الذين يحسنون الاستفادة منها ومن تواجدهم فيها، اختصرت وقتاً وجهداً ومالاً، فبوسع الكلمة في لحظات أن تصل الأصقاع وهي نعمة كبيرة لمن يحسن استغلالها، ولكنَّها تصبح نقمة حين يتم استخدامها أو التعاطي معها بأسلوب خاطئ أو لغايات أو مقاصد سيّئة..
– ما دور الأديب في الكوارث والأزمات التي قد يتعرّض لها وطنه؟
لكون الأديب ابن البيئة التي يعيش فيها ولكون الأدب انعكاس للواقع، فالأديب الحقيقي الجاد يجب أن يكون فاعلاً في الأزمات والكوارث بما يخدم بلده وشعبه، وذلك بأن يصوغ الحادثة بأسلوبه وينشر أسبابها عواقبها أضرارها نتائجها.. كل ما قد ينفع ويفيد، فيعطي صورة حقيقية للإنسانية ويوثق المرحلة بأسلوبه.. كلٌّ حسب أسلوبه الخاص يوصل كلمته وينشر الثقافة، ينقل الخبر، ويصقل المعلومة ويقف جنباً إلى جنب مع وطنه، سيما وأنه أديب سيكون له تأثير على فئة معينة من الناس، كَبرت أم صغرت من الناس تواكبه وتؤمن بثقافته وفكره.
– كيف يمكن للأديب أن يدفع عجلة الحِراك الثقافي ويكسر جموده؟
كلُّ أديب قادر إلى حدّّ ما بل ويجب عليه أن يساهم بدفع عجلة الحراك الثَّقافي كي يكسر جموده، وذلك بإثبات تواجده قولاً وفعلاً، ومواكبته للحدث ونقل الحقائق وذلك من خلال تواجده في كلّ ميدان ثقافي إلكترونياً وواقعياً، بقلمه الذي يرسم فيه خطوط القضايا والأوجاع، يناقشها، يطرح حلولاً لها، يُهدئ الأنفس، ويتعاون مع زملائه، ويلامس أرواح الناس، وهكذا يكون من رواد الحركة الثقافية بنشاطه وكلمته التي لا تنضب والتي تخرج من الصميم إلى الصميم فوراً.
– في رصيدك الأدبي مخزونٌ وافر من القصائد والمشاركات الأدبية.. كيف تحافظين عليه؟
نعم والحمد لله هو رصيد غني ومنوع لذلك أهتم بالحفاظ عليه بأرقام إيداع لما يحتاج منها، وملفات ومذكرات في برامج الحاسوب وفي عدة أجهزة كي لا أفقدها مع الزمن، وكي لا تتعرض للسَّرقات الأدبية أوثقها في كتب ورقية أو إلكترونية حسب المتاح، وأنشرها في جرائد ومجلات عربية ومحلية، وأحاول أن أنشر ما أستطيع منها بصوتي في الملتقيات والمهرجانات وعلى مواقعي الإلكترونية المختلفة، وفيما يتعلق بالأغاني أعمل جاهدة على تلحينها وإيصالها للناس وهكذا..
– ما جديدك الأدبي؟
انتهيت من كتابة وتدقيق روايتي والتي هي بعنوان: براويز النور، وأعكف على تنضيد كتاب خاص عن مسيرتي الأديبة، وأيضاً أعمل على تحضير ملف لديوان إلكتروني، وآخر ورقي يطبع قريباً، ولديّ فكرة خاصة تتعلق بالأغاني أتمنى أن تنجح وتنال الإعجاب.
– كلمة أخيرة..
كل الشُّكر لكِ ولكادر جريدة الوحدة المثابر الذي يواكبنا في الثقافة كما يفعل في مجالات الحياة الأخرى، ليكون رائداً فاعلاً وبناءً، ويساهم كذلك في رفد الحركة الإعلامية والثقافية. وألف رحمة لأرواح شهداء سورية الكرام، والعود القريب لأسرانا الأبطال، والشِّفاء العاجل للجرحى، ولكم دوام النجاح.
ريم جبيلي