حكايا المتضررين بعد الزلزال

الوحدة 19-6-2023

لاشك أن زلزال السادس من شباط الذي تعرضت له البلاد، ترك أثراً عميقاً في نفوسنا جميعاً، وكم من عائلات فقدت من أحبائها ومنازلها وممتلكاتها في ذاك اليوم الذي طبع في ذاكرة السوريين صورة سوداء مؤلمة لن تنسى.

ولكن حديثنا هنا سيكون حول آلية التعامل بعد الحدث الذي تم وقوعه، والكارثة التي حلت بالبلاد ( الزلزال)، وهل تم تضميد جروح العوائل والأسر التي خسرت أغلى ما لديها؟

قصص مختلفة تم سردها لنا من عدة أشخاص وعائلات متضررة معنوياً ونفسياً ومادياً جراء الزلزال اقتطفنا منها الحالات الآتية:

* الآنسة صباح من عائلة تقطن ضمن منطقة بساتين الريحان في محافظة اللاذقية سردت قصتها قائلة: ذاك اليوم لن ننساه أبداً، كان يوماً صعباً ومخيفاً، نحن عائلة مؤلفة من أربعة أشخاص، أنا وأمي المريضة وأخي المعاق وأختي الصغرى، أما بالنسبة لأبي فهو متوفٍ منذ زمن بعيد، نسكن في منزل قديم نوعاً ما، حيث أعمل في القطاع الخاص لوقت طويل لأتمكن من إعالة أسرتي وتأمين الدواء لأمي المريضة والتي تحتاج لعملية جراحية مكلفة (تبديل مفصل) حسب رأي الأطباء.

لقد تأثر بيتنا بالزلزال نوعاً ما، ولكن منذ البداية وقبل وقوع الزلزال منزلنا مهترئ، لنتفاجأ من دون سابق إنذار قدوم مختار الحي وبرفقة لجنة كشفية لمنزلنا، ومن ثم الطلب منا لاحقاً إخلاء المنزل والتوجه لمراكز الإيواء أو ترميم المنزل على حسابنا الشخصي لتفادي الخطر حسب رأي لجنة تقييم الأضرار، لتضيف متسائلة:

إلى أين سأذهب بأمي المريضة إن لم يتم تأمين منزل بديل لنا لنقطن فيه؟ وكيف لأمي غير القادرة على المشي إلا بصعوبة وأخي المعاق العيش في مركز الإيواء ولفترة طويلة؟

لقد رفضنا الخروج من منزلنا وبقينا فيه على مسؤوليتنا لعدم تأمين البديل لنا، فكيف يمكنني الإيجار أو أوترميم المنزل، وأنا أعمل بشكل يومي منذ الصباح الباكر حتى المساء لأحصل على ٢٠٠ ألف ل.س  وهذا المبلغ بالكاد لا يكفي ثمن الدواء لأمي وبعض الحاجيات المعيشية الضرورية لأسرتي؟

وعند سؤالنا عن حصول أسرتها على مساعدات مادية، أكدت لنا أنه لم تأتهم أية مساعدات سواء مادية أو عينية منذ وقوع الزلزال لتاريخه!

* السيد زهير من المتضررين بالزلزال قال: الحمد لله أن الخسارة كانت مادية ولم يتأذ أحد من أفراد أسرتي، ولكن منزلي تضرر بشكل جزئي ولا يمكننا السكن فيه، لذلك حالياً أنا وأسرتي نقطن في القرية لحين ترميم المنزل، ولم أجد وسيلة لترميمه سوى التفكير بسحب قرض من أحد البنوك حيث يحتاج ترميمه لمبلغ بحدود ٧ ملايين ل.س، وأنا موظف راتبي لايتجاوز ١٠٠ ألف ل.س،

لقد توجهت لأكثر من بنك لسحب قرض ولكن الشروط كانت صعبة، إذ يحتاج الأمر لضمانات أخرى غير الراتب، إضافة إلى أن بعض البنوك جاء ردها بأنه لم يصلها أية تعليمات حول قروض المتضررين، مشيراً إلى أنه وبعد توجهه لأحد البنوك لسحب قرض طلب منه بعض الأوراق التي تخص المتضررين (تقرير سلامة راهن) والتي يتم الحصول عليها من نقابة المهندسين، ولكنه لم يستطع الحصول عليها لعدم توفر المبلغ المطلوب لدفع رسوم الرسم الهندسي الخاص بالمصرف وهو   ٣٧٧٢٠٠ ل.س، لذلك لم يسحب القرض لتاريخه ومازال منزله على حاله، متمنياً النظر بحال المتضررين وإتاحة التسهيلات لهم.

* ويسرد لنا السيد سهيل قصته بغصة موضحاً أنه كان يقطن مع عائلته في منطقة الأزهري، حيث تضرر منزله بفعل الزلزال، وبعد كشف لجان السلامة العامة عليه تبين أن المنزل متضرر بنسبة ٩٠ بالمئة ولابد من إخلاء المنزل بشكل مؤقت والمكوث في مركز الإيواء، حيث توجه السيد سهيل برفقة زوجته وأطفاله الثلاثة الصغار إلى مركز الإيواء وبقي فيه فترة زمنية، مؤكداً أنه لم يحصل على أي تعويض مادي لترميم منزله، منوهاً أنه حصل على بعض السلات الغذائية، لكنه تعب وملّ المكوث في مركز الإيواء، فاضطر للاستدانة واستئجار منزل خارج المركز على حسابه الشخصي، ولدى تقديمه الطلب للحصول على بدل إيجار من الجهة الداعمة تم إخباره بأنه سيتم قطع المساعدة العينية عنه مقابل دفع بدل الإيجار لأسرته، وحينها وافق على ذلك الشرط، ومن حينها لم يحصل على شيء ولم يصله أي دعم سواء المادي أو العيني حسب قوله.

 

جراح عدره

تصفح المزيد..
آخر الأخبار