الوحدة 15-6-2023
إن خروج المرأة للعمل ونجاحها في احتلال المناصب العليا وحل المشكلات التي استعصت على الرجال، قد خلق وضعاً غير مسبوق في تاريخ البشرية، يتمثل في غيرة الرجل من المرأة، لأول مرة في التاريخ أصبح الرجل يقلق من نجاح المرأة ولطالما كان الرجال يقلقون على مدى قدرة المرأة على توفير الحماية في غياب الرجل، ناهيك عن مسائل تتعلق باكتساب الرزق أما الآن، فتكفي الإشارة إلى أن أعداد الرجال الذين يعتمدون على زوجاتهم في كسب الرزق تزداد على نحو يجعل من تلك الحالة أشبه بظاهرة. إن على المرأة الشرقية أن تتعامل مع هذا الواقع انطلاقاً من عقد الرجل وحساسياته، وعليها أن تتحلى بالذكاء، والتفهم لطبيعة الرجل الشرقي، وألا تشعره بأنه أقل منها، ويتعين على المرأة أن تشعر زوجها دائماً بأنه المتصرف وصاحب الشأن العالي والكلمة المسموعة حتى لو كان بلا عمل وكانت هي التي تنفق على البيت من عملها الناجح. والجدير بالذكر هنا أن حساسية الرجل تجاه نجاح المرأة الفائق لا تقتصر على الشرق و (عقده) ففي المجتمعات التي أصبح فيها قعود الرجل في البيت خياراً قائماً هنالك بعض العقد التي كثيراً ما كانت السبب في العنف المنزلي، وأياً اختلفت الثقافات فإن الرجل هو الرجل، ثقافته المتراكمة تجعله يؤمن بأنه العنصر الأكثر تفوقاً، وأي خلل في هذه المعادلة سيجعله يتلقى صدمة ليس كل الرجال قادرين على امتصاصها. للرجل عقده وحساسياته فهو لايحب مثلاً أن يعيره أحد ببقائه في البيت ويكره أن يتم التعامل معه على أنه زوج ” الست”، مهما علا شأن زوجته.
لمي معروف