“من علّمني حرفاً كنت له عبداً “

الوحدة: 13- 6- 2023

عرفته معلّماً واكب هذه المهنة الجميلة المتعبة سنوات طويلة، الناس يتناقلون أخباره صغاراً وكباراً بشغف واهتمام، وعندما يريد أحدهم أن يتحدث عنه يجب أن يستجمع قواه، فالقمة شاهقة، وربما يحدّث المحدث أن الحرف قد يكون عاجزاً عن الإشعاع، وقد لا يستطيع أن يستجلي حياة مكتظة بالعمل والنشاط والحكمة.

وفي الزمن الصعب ترعرع معلمي وناضل وكافح وبذلك أصبح المعلم القدوة والمعلم الأقدر، كان المجهول في عصره بحراً زاخراً، فاقتحم أهواله بشحاعة فائقة وهمة عالية فكانت معاناته كبيرة، ولكنه انتصر بصبره ورجاحة عقله، وما أسمى زمن المعاناة  ..!!

كان يعيش في قرية تربعت بين أحضان الجبال، حيث الخضرة والماء الزلال وكان دائماً في مقدمة المتسابقين والعاملين في بناء صروح العلم الشامخة فهو الرائد والمرشد والشاهد والشهيد.

لقد قرأ معلمي أبجدية القيم والمواقف، فغلب بحكمته وتواضعه وثباته العالم المتورم بالحسد والنميمة والطمع، فالمحبة تدفقت من أعماقه نبعاً فواراً غزيراً لا ينضب معينه.

نحن الطلاب لم نعرفه المعلم الأول بقدر ماعرفناه المعلم الأرقى والأمثل كان معنا في آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا التي فجرها، وبفضله نمت وزهت وكبرت، وكان حضوره يطول في أعماقنا ويمتد ويمتد.

كان الناس يتحلقون حوله ليستقوا من حكمه وأمثاله، وينهلوا من منابع علمه وثقافته ما لذ وطاب، وليس الأمر غريباً، ففاض دفئاً غمر من حوله ممزوجاً بحبر القلم، فما أجلً هذا الحبر .

إنه معلمي فاعل حقيقي في طريق التغيير.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار