المسامح كريم… يا مواطن

الوحدة 29-5-2023

بات الغلاء المعيشي وارتفاع الأسعار  أمراً روتينياً يرافق يوميات المواطن السوري وبشكل لحظي دون التقيد بقاعدة تخطيط مسبق لتحسين أو مراعاة الدخل المعدم الذي أصبح لا يفي بالغرض ولو ليوم واحد، في حين أن المواطن هو الضحية التي يتوجب عليها المسامحة لدى جميع المواقف الشرائية  والتي لايحتمل التاجر أو البائع فكرة الخسارة فيها، وعلى منوال التسامح هذا، لفتنا وأكثر من مرة، إلى ما يقوم به سائقو السرافيس أو مركبات نقل المواطنين أثناء تقاضي الأجور،  فالأجرة المحددة لبعض السرافيس العاملة ضمن حدود مدينة اللاذقية مثل سرافيس خط سقوبين أو الدائري الشمالي وغيرها من المركبات التي تعمل على الخطوط الأخرى هي مبلغ قدره ٣٥٠ ل.س، لكن السائق يقوم بتقاضي مبلغ ٤٠٠ ل.س من الركاب، وهذا أمر طبيعي مقنع ناتح عن عدم توفر المرتجعات أو الفراطة (فئة الخمسين ليرة سورية) لدى أغلب سائقي السرافيس وطبعاً هذه المسامحة حتماً من /جيب/ المواطن.. ولكن ما يزيد الأمر امتعاضاً هو عدم الاكتفاء بالخمسين ليرة، فغالباً ما يتوجب على المواطن الكريم المسامحة بمرتجعات أخرى،  إذ أنه و أثناء قيام الراكب بمناولة السائق مبلغ ٥٠٠ ل.س يكون الرد جاهزاً : سامحنا بالباقي لا يوجد (ميات) أي فئة المئة ليرة والمبلغ المقروط هنا أصبح ١٥٠ ل.س.

والسؤال هنا: إذا كان المبلغ المتبقي هو فقط ٥٠ ل.س ولا يتوفر لدى السائق مرتجعات لم لا يقوم هو نفسه بمبادرة المسامحة كما يفعل  المواطن المسكين ويكتفي بثلاثمائة ليرة سورية؟

وكيف سيكون الرد في حال قام المواطن بحسم الخمسين ليرة من الأجرة  و دفع ٣٠٠ل.س فقط  للسائق قائلاً: سامحنا .. فهل سيوزع السائق ابتساماته ويصمت كما يحصل عندما يتنازل الراكب عن مرتجعاته للسائقين؟

مشهد لم نلحظه بعد…

جراح عدره

تصفح المزيد..
آخر الأخبار