الوحدة : 26-5-2023
حدثت هزات متتالية يوم أمس شعر بها أهالي اللاذقية وسببت بعض المخاوف لدى الكثيرين، تواصلت جريدة الوحدة مع الجيولوجي رامي عبيدي لاستيضاح طبيعة هذه الهزات المتتالية، وقد أوضح الجيولوجي عبيدي أن الهزات الأرضيّة التي حدثت الليلة الماضية في البحر المتوسط شمال غرب اللاذقية بشدّات وأعماق مُتفاوتة، وقعت في نطاق التقاء الصفائح التكتونية الثلاث، حيث تنغمس هنا الصفيحة الإفريقية بين الصفيحتين العربية والأناضولية كالإسفين، مولدةً الضغوط الداخلية في نطاق الانغماس في شرق البحر المتوسط الغني جداً بالرسوبيات الملحيّة التبخريّة الهشّة التي ترسبت في حقبة الميسينيان وأعطت بنياتٍ جيولوجية تُعرف بالقِباب الملحية التي شكّلت المصائد النفطية والغازية لحقول شرق البحر المتوسط، خصوصاً في حوض حافّة اللاذقيّة، والتي تنمو فيها أحياناً فجوات انحلال، وبتعرّضها للضغوط التكتونية تنهار وفق ظاهرة تُسمّى (الخسف الجيولوجي الشديد) الذي يعطي صوتاً قوياً وهزاتٍ أرضيّة من النادر أن تتخطى ٤ درجات، وهي مسألة جيولوجية أخرى لا يفهمها الدخلاء على الاختصاص الذين يكررون دوماً مصطلح (ارتدادية) عن غير معرفة علمية.
مؤكداً أن الهزّات الأرضية تحت البحرية قبالة الساحل السوري، والمصحوبة بالصوت القوي، ناتجة بمعظمها عن خسف جيولوجي ملحي شديد في الصخور التبخرية الهشّة للقباب الجيولوجية الملحية، كانت محسوسة لقربها من المدينة، ولا تشكل أي خطر، وهي ليست مرتبطة بأي نشاط زلزالي قادم ولا داعي للقلق.
هلال لالا