الوحدة 25-5-2023
الطرائف والغرائب هي ملح الحياة ونكهتها المميزة لكونها تثير الدهشة وتمنحنا فسحة من المرح والضحك، وكثيراً ما تلون جلساتنا بوقعها المحبب على الروح.. لذلك كانت وما تزال فاكهة الأحاديث منذ عمق التاريخ، حتى أنها ملأت الكتب والمجلدات، وأصبح كتابها وجامعوها من أشهر أعلام الأدب!! وظهرت العديد من الشخصيات ذات النوادر والحكايات المضحكة إلى درجة باتت أسماؤهم مقرونة بالنكتة والبسمة وردود الأفعال المبهرة أحياناً ومن أبرز تلك الأسماء نذكر جحا، وأشعب والقاضي الشعبي والمدائني والجاحظ والأصمعي، ومما لاشك فيه أن قصص ونوادر أيام زمان، كانت وما زالت تجعلنا نغرق من الضحك حتى تدمع عيوننا وتحملنا من عالم التجهم إلى فضاءات السعادة. أما غرائب عصرنا الحالي التي تقارب الخيال، فتشعرنا بغصة على الرغم من أنها تثير السخرية نظراً لفداحة قصور عقول أبطالها إذ تبدو في مشهدها الخارجي مضحكة للغاية، إلا أن فحواها يظهر مدى التخلف والتحجر اللذين وصلت إليه بعض الأفكار المتغلغلة والمعششة في رؤوس شريحة من الناس الذين يعيشون (للأسف) في عصر الفضاء.
لمي معروف