الوحدة : 7-5-2023
هل الكشف المبكر عن الانحرافات السلوكية عند الطفل قبل الولادة، والمتابعة الدقيقة والمنتظمة لسلوك الطفل أمران يجب تطبيقهما الآن؟ خشية أن تتحول هذه النظرية إلى واقع، مازال الأطباء يشجعون على اتباع الرضاعة الطبيعية التي تعود بالنفع الكبير على الطفل في مراحل عمره الأولى؟.
وإن الكشف عن الاضطرابات السلوكية عند الأطفال في مرحلة الحضانة يلعب دوراً مهماً في منعهم من الانجراف إلى منعطف السلوك المنحرف والإجرامي عند الكبر؟.
تشكل كل هذه التساؤلات موضوع جدال، تختلف فيه وجهات النظر لدى الأوساط الطبية إلى وجوب توثيق تطورات سلوك كل طفل منذ الصغر وحتى الوفاة، وأنه بفضل تقدم علم الوراثة يمكننا الكشف عن ميوله المنحرفة حتى قبل ولادته ومن خلال اتباع طرق علاجية ملائمة نستطيع التغلب على هذا السلوك المنحرف وتصحيحه وأن ضرورة التعرف المبكر إلى هذه الاضطرابات، واللجوء إلى جلسات علاج فردية أو عائلية واستخدام الأدوية ذات التأثير المضاد للعدوانية.
وعادة ماترتبط اضطرابات السلوك عند الطفل بعجز في الإرادة الشخصية أو بإفراط في النشاط أو باضطراب معاكس ناتج عن تحريض من قبل الآخرين وهذا غالباً ما يظهر عند الأطفال الذين تصيبهم حالة من الغضب، ويعترضون على مايقوله الكبار ويرفضون الانصياع إلى الأوامر في حين أن مفهوم الاضطرابات، هذا يحتوي على الكثير من الغموض والخلط ما بين الأجناس والطب مع الحق الشخصي وقوانين المجتمع.
هناك أعمال سلوكية يلقي عليها المجتمع باللوم، وتوصف بأنها مرض عقلي وبالتالي يمكن للمريض عقلياً أن يصبح منحرفاً والسؤال، هل يجوز اعتبار كل منحرف مريضاً عقلياً. في إطار هذه الفرضية يتعذر على المجتمع، بأي شكل من الأشكال معاقبة من يخرقون القانون، وقد تصبح السجون في هذه الحالة خالية ومستشفيات الأمراض النفسية مليئة بالمنحرفين أو المجرمين باعتبارهم غير مسؤولين عن أعمالهم.
صحيح أن للمورثات الجينية دورها الخاص في هذه القضايا ولكن هناك من يرى أنه من المستحيل التنبؤ بفرضية ما إذا بالإمكان أن يصبح الطفل المتمرد في الصغر منحرفاً في الكبر.
لمي معروف