الوحدة : 5-5-2023
عن عمر ناهز ال٨٨ عاماً توفي الأديب السوري الكبير حيدر حيدر، ابن حصين البحر التابعة لمحافظة طرطوس والذي قدم خلال مسيرته المهنية العديد من المؤلفات والروايات منها رواية “الزمن الموحش” و رواية “شموس الغجر” وأكثر رواياته شهرةً “وليمة لأعشاب البحر، نشيد الموت.
وكان الأديب الراحل قد تلقى تعليمه الإبتدائي في مسقط رأسه، وتابع تعليمه الإعدادي في مدينة طرطوس عام 1951، ثمّ تخرج من معهد المعلمين التربوي في مدينة حلب عام 1954، ونُشرت أولى محاولاته القصصية بعنوان “مدارا” في مجلةٍ محليةٍ في مدينة حلب، وكان ذلك بعد تلقيه تشجيعاً كبيراً من مدرّسه للغة العربية والعديد من الأصدقاء المحيطين به، امتهن التدريس لفترةٍ من الزمن بعد تخرجه، ثم انتقل لاحقاً إلى دمشق العاصمة بغية الاندماج مع مناخها الأدبي والتعاطي مع كتّاب ومثقفين من شتّى التوجهات والاهتمامات، ليكتبَ أولى قصصه الأدبية بعنوان “حكايا النورس المهاجر” عام 1968، والتي نُشرت في مجلّة الآداب اللبنانية التي استعان بها بدايةً لنشر أغلب قصصه ومؤلفاته. فيما كان حيدر حيدر مؤسساً وعضواً لاتحاد الكتّاب العرب عام 1968 وعمل في مكتبه التنفيذيّ، وكان مؤلف “الومض” عام 1970 أولى منشورات هذا الاتحاد، ثم تابع مسيرته الأدبية في الجزائر بعد أن سافر إليها عام 1970، وعمل مدرساً في مدينة عنابة، مشاركاً في الثورة الثقافية الجزائرية. واستغرق في كتابة أولى رواياته سبع سنين، وكانت بعنوان “الزمن المتوحش”، نشرتها دار العودة في لبنان عام 1973، مستوحياً مضمون الرواية من تجربته في مدينة دمشق ومناخها الثقافي والسياسي، عمل لاحقاً كمصححٍ لغوي في لبنان، التي هاجر إليها بعد عودته إلى دمشق واستقالته من مهنة التدريس، وأضاف هناك مجموعة “الفيضان” القصصية إلى قائمة أعماله التي أصدرها اتحاد الكتاب الفلسطيني عام 1975، ثم التحق حيدر حيدر بالمقاومة الفلسطينية من خلال الإعلام الفلسطيني الموحد واتحاد الكتّاب الفلسطينيين في بيروت وكان ذلك متزامناً مع بداية الحرب اللبنانية. وخلال فترة الحرب نُشرت روايةٌ له بعنوان “التموّجات والوعول”، وفُصِلت روايتا “الزمن المتوحش” و “الفهد” عن مجموعة حكايا النورس المهاجر ونُشِرتا بشكلٍ مستقل، كما أعادت دار الحقائق في بيروت طباعة ونشر “حكايا النورس” و “الومض” ، وبعدها هاجر الأديب من بيروت إلى قبرص، وعمل هناك في مجلة الموقف العربي الأسبوعيَة في أوائل الثمانينيات، ليعود بعد عامين إلى بيروت بعد أن قضى تلك الفترة مسؤولاً عن القسم الثقافي في المجلّة، عاد ثانيةً إلى قبرص ليعمل مسؤولاً عن القسم الثقافي في مجلة صوت البلاد الفلسطينية كردة فعلٍ لإلغاء ورحيل المقاومة الفلسطينية عن بيروت عام 1982 بعد الاجتياح الإسرائيلي الصهيوني، وفي عام 1984 نشر أول طبعةٍ لرواية “أعشاب البحر” في قبرص، قبل أن يعود بعدها إلى سورية الوطن ليتفرغ لعمله الأدبي. صدرت الطبعة الأولى لروايته “مرايا النار، فصل الختام” عام 1992 من دار أمواج في بيروت، أما روايته “شموس الغجر” فقد صدرت طبعتها الأولى عام 1997 من دار ورد في دمشق ، وترجمت له قصص إلى اللغات الأجنبية كالألمانية والإنكليزية، الفرنسية، الإيطالية والنرويجية والإسبانية، كما أنجزت في كتبه عدة رسائل جامعية عربية للدراسات العليا والماجستير في أكثر من بلد عربي كالمغرب، تونس، الأردن، مصر وسورية.
رنا الحمدان