الدعم النفسي بعد الصدمات عند الأطفال في ثقافي جبلة 

الوحدة :5-5-2023

ألقت الأخصائية الاجتماعية لميس حسين حمّاد – مدربة تنمية بشرية محاضرة في مركز ثقافي جبلة بعنوان ( الدعم النفسي بعد الصدمات) بيّنت خلالها أن النمو بعد الصدمة من المصطلحات الحديثة الذي اقترحه عالم النفس ريتشارد تيديشي، ويقصد به بشكل عام أن الضربة التي لا تقتلك من الممكن أن تقويك فإن تعرض الإنسان لحوادث مثل (فقدان عزيز ، الإصابة بأمراض مهددة للحياة أو التعرض للعنف الجسدي والجنسي، كوارث طبيعية وغيرها من الأحداث) قد تنتج لديه مجموعة من العواقب السلبية مثل اضطراب ما بعد الصدمة (الاكتئاب ، القلق، انخفاض تقدير الذات، انخفاض الثقة، والصحة البدنية)، موضحةً أنه رغم الاستجابة المنهكة للصدمة إلا أنها في بعض الحالات يمكن أن تكون حافزاً للتغيرات الإيجابية وقد يؤدي إلى النمو والقوة والازدهار عندما يكون الفرد قادراً على تحويل الصدمة واستخدام الشدائد لصالحه، فالنمو ما بعد الصدمة يُظهر التغيرات الإيجابية وخاصة تلك التي تطرأ على الذات والمتمثلة بإعطاء الفرد معنى لحياته.

All-focus

و بيّنت الأخصائية الاجتماعية لميس بأن الصدمة التي يتلقاها الفرد تخلق لديه حاجة للنمو لمساعدته في مواجهة الشدائد مؤديةً إلى تغيرات إيجابية في الطريقة التي يتعامل بها الفرد مع الآخرين وزيادة الانفتاح على الاحتمالات وتعزيز الإيمان بقدرة الفرد على التكيف.

كما تطرقت المحاضرة إلى عوامل الوقاية من ضغوط ما بعد الصدمة التي تساعد الأفراد على تحقيق النجاح في المواجهة مثل الدعم الاجتماعي و التفاؤل وتقدير الذات الإيجابي و القوة الروحانية و الميل إلى البحث عن معنى وحب الاستطلاع والاستعداد لخوض التجارب.

و لفتت المحاضرة إلى أن الصدمات عند الأطفال رغم اختلاف مظاهرها فإن وجود علامات مشتركة تساعد المعالج على تحديد أفضل طرق المساعدة التي يمكن تقديمها لهم، ومن علامات صدمة الطفولة: خوف و بكاء متكرر، السلوك الرجعي أو العودة إلى مرحلة مبكرة من مراحل النمو، التبول اللاإرادي ، صعوبة التركيز وصعوبة النوم، إعادة تمثيل الصدمة في أثناء اللعب و فقدان الوزن أو زيادته وتغييرات في عادات الأكل و الحزن وقلة تحمل الإحباط ما يشير إلى انخفاض قدرة الطفل على التسامح إضافةً إلى نوبات غضب شديدة والانسحاب أو الانفصال أو الانغلاق على الذات، مذكرةً بأسباب الصدمة عند الأطفال نذكر منها التعرض للعنف في المجتمع أو المدرسة و الحداد على وفاة أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة ، و الكوارث الطبيعية وحالات الطلاق وإهمال الاحتياجات الجسدية أو العاطفية و الاستغلال الجنسي أو الجسدي أو العاطفي و التخلي عن الطفل و الصدمة الطبية و التنمر و الحرب أو تهديدات الإرهاب.

َوحول كيفية مساعدة الطفل المصاب بالصدمة أشارت المحاضرة إلى أن العلاج النفسي بالصدمات هو نهج شامل يركز على السلامة عبر إدخال المشاركين في خيارات خطة علاجاتهم وتشمل الأشكال الإضافية في العلاج: اللعب الذي يساعدهم على التعبير عن مشاعرهم المتعلقة بالصدمة ومعالجتها بطريقة آمنة، و العلاج الأسري إذ تساعد مشاركة الوالدين على التعافي من التجارب المؤلمة و توفير الدعم للأطفال كي يتعلموا طرقاً جديدة للتعامل مع أعراض الصدمة وتقوية العلاقات بين الطفل ووالديه، و العلاج باستخدام الفن أو الموسيقى والفنون التعبيرية الأخرى، وكذلك العلاج عبر سرد القصص العلاجية.

 

ازدهار علي

تصوير يحيى أبو قاسم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار