الوحدة : 1-5-2023
فارق السن بين الزوجين من الموضوعات التي تختلف فيها وجهات النظر في الأسرة الشرقية، فبعض الناس يرى أن لا مشكلة في هذا الفارق، فيما يرى بعضهم الآخر أن الفارق لا بد أن يكون في مصلحة الرجل دائماً، معللين ذلك بأن المرأة تكبر في السن قبل الرجل، بسبب تغيرات فيزيولوجية تحدث لها، إلى جانب أن قدرتها على الإنجاب تتأثر مع تقدمها في السن. والملاحظ في المرحلة الراهنة أن هناك العديد من حالات الزواج تكون الزوجة هي الأكبر سناً من الزوج، وبين الموافقين والرافضين لهذه المسألة كان لابد من معرفة آرائهم، ومدى موافقتهم أو رفضهم لهذا الزواج والوقوف على مدى نجاحه أو فشله.
يرى أحد الأزواج أن السن ليس المقياس الصحيح لسعادة الزوجين وتفاهمهما، واستمرار حياتهما معاً، بل هناك معايير أخرى مثل الخلق والتوافق الفكري بين الطرفين، ويقول: إنني أرى أن فارق السن يأتي في المرتبة الأخيرة لهذه المعايير، فكم من الرجال تزوجوا بمن هن أصغر منهم سناً وفشلوا والعكس صحيح، فنجاح الحياة الزوجية يتوقف على التوافق العاطفي والاجتماعي والثقافي والاحترام المتبادل بين الزوجين، و ليس من معنى أن يكون الزوج أو الزوجة أكبر سناً، وأن يقوم بإملاء الأوامر على الطرف الآخر، ليتم تنفيذها من دون مناقشة، فالتفاهم والود والتوافق والاحترام بين الزوجين أساس النجاح، لا فارق السن.
أما البعض من الشابات فيؤكدن رفضهن التام لفكرة الارتباط بشخص أصغر سناً حتى لو كان الفارق عاماً واحداً، بحجة أنه مهما كان التفاهم و التوافق الاجتماعي والفكري والعاطفي بينهما، لابد من وجود خدش في جدار الحياة الزوجية، وهنا يبدأ التأنيب بأنه قبل الزواج بها وهي أكبر منه ويردد أمامها في كل مرة كيف حارب من أجلها المجتمع وأهله على رغم فارق السن بينهما ما يودي بحياتهما الزوجية إلى الجحيم وتضيع معاني الحياة السعيدة بينهما، فهن يفضلن الزواج بمن هو أكبر منهن سناً حتى يكون ناضجاً وله خبرته في الحياة، إلى جانب أن الزوج يظل صالحاً للزواج والإنجاب طيلة حياته، أما المرأة فلها صلاحية تقل كثيراً كلما تقدم بها السن فلا يجب أن يكون الفارق العمري في مصلحتهما على الإطلاق.
غير أن الرجل الشرقي يفضل دائماً الزوجة صغيرة السن حتى يشعر بأنها أقل خبرة منه، وهذه نظرة عاطفية وليست عقلانية، فهو يريد أن يكون دائماً متفوقاً بالعلم والتجربة ويتردد في الارتباط بامرأة أكبر منه وأكثر خبرة ولكن مع الظروف الاجتماعية الجديدة، أصبح هناك شيء من العقلانية النفعية في نظرة بعض الرجال إلى الزواج، فبعض الشباب ينظر الآن إلى الزواج على أنه صفقة ولا يعنيه سوى الوضع المادي وحده، وهي نظرة جديدة لدى بعض شبان وفتيات هذه الأيام.
إذ يبدو أن الاحتياج المادي كسر كل القيم الموروثة والأعراف السائدة، ومنها صغر سن الزوجة، وأصبحت تحكمها عوامل مادية بحتة، حيث يقبل الشباب على مثل حالات الزواج هذه أحياناً بسبب الاحتياج المادي.
بينما الأمر يختلف في الغرب، حيث لا توجد عوامل تمنع الزواج مثل كبر سن الزوجة، فالتقدم العلمي واتجاه المرأة إلى العمل جعلاها تهتم بمظهرها ولم يعد من المهم الترميز على فارق السن بين الزوجين، بل المهم أن يكون الزواج قائماً على أسس صادقة وقوية بعيداً عن المنفعة المادية، حتى يكلل بالنجاح ولا يتحطم على صخرة التكافؤ.
لمي معروف