الوحدة : 30-4-2023
على موقف باص النقل المقابل لباب الجامعة الرئيسي وقف الطلاب وغيرهم من الموظفين وقاصدي الأسواق في تجمهر ليكونوا باحتشاد على الباب الأمامي للباص بعد انتظار طال عليهم، فما كان من بعضهم، ونتيجة خوفهم من الحرمان بفرصة وصولهم لغاياتهم في الوقت المناسب، إلا التوجه إلى الباب الخلفي.. لكن أحد الشبان المتفرجين صاح بهم: جميعكم تريدون الصعود من الخلف خلسة، هاتوا الأجرة و ما بأيديكم من مال، فظنوا أنه الجابي المرافق لسائق الباص وكالمعتاد أعطوه الأجرة من فئة الخمسمائة ليرة بكل امتنان وولجوا الباص و حجزوا لأنفسهم مكاناً دون تدافع.. وانتظروا منه أن يأتيهم ببطاقات وصبرهم طال إلى أن انطلق الباص وكان الشاب وهو يتوارى عن الأنظار بين الناس يلوح بيده مودعاً بابتسامة ماكرة، ولم ينبس أحدهم ببنت شفة سوى الدهشة أوقفت القلب والفؤاد لتنطلق بعض الضحكات التي تؤكد عن سرقة بوضح النهار ولا يستطيع أحد أن يحكي عن غفلته – فالقانون لا يحمي المغفلين – كما أن الصعود من الباب الخلفي فيه مخالفة علنية وصريحة، وما نحن بشكوانا هذه غير للتنبيه والحذر .
هدى سلوم