شجرة الزيتون .. أغنى شجرة في أفقر أرض

الوحدة 24-4-2023

شجرة الزيتون غامضة وأبدية.. شجرة الزيتون كنز ثمين ورمز خالد، حفر التاريخ على جذعها سير الحضارات المتوسطية وأساطير أبطالها شجرة أحبت أرضنا منذ القدم، فغطت صامدة ساحلنا العريق بحلة خضراء دائمة.

حملها الفينيقيون ليكسوا بها جبال المتوسط وسهوله، فتوجها الإغريق رمزاً للسلام، وأضاء الرومان بنور زيتها معابد الآلهة والقصور، شجرة باركها الله منذ الخليقة.

بهذه المقدمة استهل الدكتور سمير نصير محاضرته بعنوان (شجرة الزيتون أغنى شجرة في أفقر أرض) والتي عرضها بطريقة السلايدات، وذلك في مقر جمعية العاديات – فرع اللاذقية – وقد قدم النشاط الأستاذ بسام جبلاوي.

في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في المحاضرة من معلومات ومضامين أغنت موضوع البحث.

بداية أكد د. نصير أن سورية مهد شجرة الزيتون، ومنها انتقلت إلى أصقاع الأرض، وأن المكتشفات والدراسات الأثرية تؤكد على أن زراعة شجرة الزيتون في بلادنا تعود إلى أكثر من /6000/ عام، حيث عرفتها شعوب المنطقة باستثناء البابليين والآشوريين الذين تأخروا في زراعتها، كما تروي المكتشفات الأثرية بأن الظهور الأول لشجرة الزيتون المزروعة في داخل سورية كان في مدينة “إيبلا” القديمة التي تقع قرب مدينة حلب، والتي كانت رائدة في العلاقات التجارية والدبلوماسية مع البلدان البعيدة، وقال د. نصير: أصبح من المؤكد أنه خلال القرن /16/ ق.م بدأ الفينيقيون يروجون بشكل تجاري لشجرة الزيتون، وشحنوا غراسها في سفنهم وكانت أولى محطاتهم الجزر اليونانية – إسبانيا – فرنسا – مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط).وتابع الإغريق والرومان ما بدأ بها الفينيقيون، ونشروا شجرة الزيتون خلال غزواتهم.

وقد ازدهرت زراعة شجرة الزيتون أيام الدولة العربية، حيث نقلها العرب إلى الكثير من البدان التي حكموها.

وأشار د. نصير إلى أنه عام / 1492/  انتقلت أولى غراس الزيتون مع كريستوف كولومبوس إلى المناطق الأمريكية.

ثم ذكر المحاضر بعض القصص الأسطورية وعلاقتها بشجرة الزيتون، وذكر أيضاً المكتشفات الأوغاريتية التي تشير إلى انتشار حقول الزيتون فيها، والتي تعود إلى الألف الثالث ق.م وإن تجارة الزيت كانت تتم بين أوغاريت والمناطق المجاورة لها.

ثم تحدث د. نصير عن الدراسات التاريخية الأثرية والجيولوجية  لشجرة الزيتون، وعن دورها في مختلف جوانب حياة شعوب المتوسط، وعن رموزها: رمز الديمومة والأمل – رمز السلام والمصالحة – رمز النصر – رمز القوة – المجد – رمز الخير. كذلك تحدث عن شجرة الزيتون في الأديان السماوية، وعن أهمية هذه الشجرة الاقتصادية عبر التاريخ.

المحور الآخر للمحاضرة كان عن واقع زراعة شجرة الزيتون في سورية والعالم، إذ تحتل سورية المرتبة الرابعة أو الخامسة  في العالم حسب مساحة الانتشار والإنتاج، وبين عشر دول رئيسية منتجة للزيتون، فالزيتون في سورية ثروة الحاضر ورصيد المستقبل.

وتتميز الأصناف السورية بتوفير الاحتياجات الاستهلاكية الصناعية والتجارية على المستويين الداخلي والخارجي، ويقدر عدد الأصناف في سورية بـ /97/ صنفاً و/16/ صنفاً من الزيتون السوري أصله تدمري. وحالياً يحتاج الإنتاج السوري من الزيتون إلى ضعف عدد المعاصر المتوفرة.

وختم د. نصير محاضرته بالحديث عن أهمية شجرة الزيتون بخشبها وثمارها وزيتها الموجود في سلم الهرم الغذائي.

 

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار