من رويسة الحجل .. فتاة تتبنّى مشروعاً صغيراً (رابحاً)

الوحدة : 24-4-2023

بدأت مشوارها بشراء أنثى وحيدة من الخراف، فقُدّر لهذه النعجة أن تلد توءماً من ذكور، وبعد عدّة أشهر فقط أنجبت توءماً آخر، فأخذت هذه العائلة بالازدياد شيئاً فشيئاً، هي شابة مكافحة من رويسة الحجل بريف جبلة، أبت أن تكون بلا عمل، فقد حرّرت نفسها من قيود الآخرين والعمل بأجر خجول، مع العلم أنها ليست ثقيلة على من حولها من إخوة، لكنها تريد إثبات وجودها، وهذا الأمر لاقى استحساناً كبيراً من قبل أهلها الذين شجعوها على النضال والمكافحة في هذا الطريق، مؤكدة أنّ هذا العمل يجعلها فاعلة بمجتمعها ومن خلاله تثبت وجودها كأحد أفراده المعطائين، فقرّرت أن تكون صاحبة مشروع تنموي صغير من خلال عدّة رؤوس من الخراف وعدد من طيور الدجاج البلدي الذي أخذ يدرّ لها ريعاً جيداً بدون عذاب يذكر سوى تقديم بعض الحبوب التي تساعد الدجاج على إنتاج جيد من البيض، فأصبحت تمتلك نحو ٢٥ دجاجة غالبيتها بيّاض، وعبر بيع المواليد الذكور من الخراف تمدّد المجموع ليصبح عدد ما تمتلك ١٢ غنمة ضمن بايكة صغيرة تآخت مع طيور الدجاج، ومن خلال عمليات البيع والتداول يتم تأمين علف التسمين للحفاظ على صحّة حيوانية جيدة مقاومة، وتؤكد صاحبة المشروع أن الطبيب البيطري يقوم بزيارة قطيعها بشكل دوري للتأكّد من سلامة الصحّة الإنجابية والبدنية لهذه الرؤوس من الخراف الصغيرة والكبيرة، كما أنها بالإضافة للعناية بعلفها تقوم يومياً بإخراجها إلى الجوار سارحة بقطيع صغير من الأغنام متّكلة على أعشاب الربيع وما تقدّمه من فائدة صحية كبيرة لهم .. ومن خلال هذا المشروع القيّم يتّضح أن هذا الإصرار على إثبات الذات هو قمّة الوجود الآدمي، الذي يرتكز على تبنّي خلق الفرص والإيمان بحتمية الاستمرار بكرامة، وعدم الاستسلام للواقع الصعب المفروض على كامل المجتمع المستهلك.

 

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار