الوحدة : 21-4-2023
بعد شهر من الصيام العيد مسك الختام، لا شك أنه فقد الكثير من طقوسه الشعبية ومظاهر رونقه في السنوات الأخيرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، يحاول المواطنون التأقلم مع الظروف الراهنة ضمن الإمكانيات المادية المتاحة لرسم الابتسامة على وجوه أطفالهم.
يمكننا القول أن حلويات العيد أصبحت صعبة المنال، رغم أنها إحدى طقوس العيد الأساسية التي لا غنى عنها. هذا يعود بالتأكيد لأسباب واضحة وهي ارتفاع أسعارها بشكل كبير.
بعض الأسر تحاول صناعتها ولو بكميات قليلة حسب الإمكانيات المتاحة، والبعض الآخر استغنوا عنها وعزفوا عن شرائها بسبب ارتفاع أسعارها.
خلال جولتنا لبعض الأسواق رصدنا حركة الشراء للحلويات الجاهزة حيث وجدنا معظم واجهات المحال للفرجة، الإقبال ضعيف فأسعارها مرتفعة تفوق القدرة الشرائية، رغم أن العروض متنوعة تحتوي أطباقاً وصوانٍ كثيرة مما لذ وطاب.
في استطلاعنا تعرفنا على آراء بعض المواطنين والباعة:
البائع أبو مجد لديه محل حلويات أكد لنا أن حركة البيع متدنية، والسبب يعود لارتفاع أسعارالمواد الأولية المستخدمة في صناعتها، هذا بالتالي ينعكس على حركة البيع والشراء، فالكثير من المواطنين لجؤوا إلى تحضيرها في المنزل وبكميات محدودة، لأن سعر الكيلو الغرام الواحد يبدأ من ٣٠ ألف ليرة سورية ليصل إلى ٧٥ ألف ليرة سورية.
أبو رامز بائع بهارات وتوابل ولوازم حلويات يقول: الأسعار تتزايد يوماً بعد يوم كيلو الطحين ٦٠٠٠ ليرة سورية، والسميد ٧٠٠٠ ليرة سورية، وعبوة التمر المطحون بوزن ٥٠٠ غرام ٧٠٠٠ ليرة سورية، وليتر الزيت ١٧٠٠٠ ليرة سورية، وكيلو الجوز ب ٧٠ ألف ليرة، وظرف الفانيليا مع البيكنغ بودر ب ٣٠٠٠ ليرة سورية، والسمنة ٢٥ ألف للكيلو غرام الواحد.
أم جلال موظفة أكدت أنها كانت تشتري سابقاً حلويات جاهزة، أما حالياً لا قدرة لها على شرائها، لذلك تحاول تحضير كميات وأنواع قليلة، لتضيف البهجة والسرور على وجوه أطفالها.
بينما أم زهير تقول بحسرة:
لا تكتمل طقوس العيد وبهجته إلا بوجود الحلوى على موائدنا
لتقديمها للضيوف، فقد اقتصرنا على شراء نوع واحد أو اثنين بأقل سعر ليتناسب مع دخلنا الشهري الذي لا يكفي لتأمين لقمة العيش واحتياجاتنا الضرورية، العيد تحول إلى عبء ثقيل على كاهل المواطن، وأملنا الوحيد هو الفرج القريب للجميع.
بالمختصر أسعار الحلويات الجاهزة ومستلزمات ومكونات صناعتها كاوية للجيوب الفارغة، ليس باليد حيلة … فالعين بصيرة واليد قصيرة.
مريم صالحة