الوحدة 20-4-2023
عيد الفطر لهذا العام يأتي محمّلاً بهموم تثقل الكاهل، ناجمة عن كوارث حلت، فاقمتها ظروف اقتصادية تخطت التوقعات وأقصت الغالبية عن أن يكون بمقدروها التمتع بأدنى المتطلبات ليأتي العيد وفي القلب غصة، وهذه الغالبية التي تنوء بالمتاعب نأت بنفسها عن طقوس العيد في عجزٍ عن توفير متطلباته في حال تصبح معه الحلوى فيه من أيام الزمن الماضي السعيد، رغم محاولة البعض التمسك بمظاهر العيد، فعائلات مازالت متأثرة من تداعيات الزالزال، عائلات غيبها الثرى ومن بقي فهو على قيد الحزن على فراق أحبة قضوا والآخر مازال في مراكز الإيواء بعد أن تهدم منزله وهو رهين الانتظار لتنفيذ قرارات صادرة بشأن تأمين منازل، وهناك من مازالت تركن في ذاكرته عذابات الحرب بين أم ثكلى زفت فلذة كبدها شهيداً وزوجة شيعت رفيق دربها وفقدت السند والأمان لتكون الأم والأب فيأتي العيد أطواق ورد وباقات من الريحان ورائحة بخور تعطر القبور. في استطلاع بسيط للسؤال عن التحضير للعيد أكد كل من التقيناهم بأن انخفاض القدرة الشرائية والظروف الصعبة التي تمر عليهم غيبت عنهم مظاهر العيد وطقوسه، وكما لفتوا إلى أن العلاقات الاجتماعية تأثرت حيث أصبح العيد مقتصراً على المعايدات والتهاني عبر رسائل نصية، وبين دمعة وغصة جاءت العبارات مقتضبة لأب تملكه اليأس لعدم قدرته على شراء ملابس جديدة لأطفاله مكتفياً ببعض الحلويات البسيطة، وأم لاتملك شروى نقير لتطعم أفراد عائلتها حتى تأتيهم بالحلوى والملابس الجديدة، وسيدة مفجوعة نأت بنفسها عن الأعياد والأفراح لتبقى العبارة التي تتردد أصداؤها في بلد منكوب: عيد بأي حال عدت ياعيد.
نجود سقور