على وقع خطوات حذاء عيد …

الوحدة 20-4-2023

 

 ينده على زوجته ليزمجر بصوته: كيف تجدينه، أليس جميلاً ؟ ترسم ابتسامتها وتقول بصوتها المتأرجح بالغبطة والدهشة: نعم جميل جداً، فيرد بانشراح يملأ صدره : هذا ما كنت أبحث عنه، حذاء جميل و جديد وكأنه لم توضع فيه قدم قبلي، ما رأيك ؟ والبائع يقسم ناظريه بينهما مرة عند الرجل ومرة عند الزوجة والفرح سكن جوانحه فبضاعته التي غرقت بالكساد ستنحل عقدتها ويفرج عنها فيستعجل ضبها للزبون الذي قدر قيمتها ويزيد عليها بالدعاء والمباركة ولو كان ثمنها بأقل ما نطق به، حيث دفش الزبون الكريم يده في جيبه وعد رزمة من فئة ال500 ودسها في يد البائع الذي رفع صوته بالقول: يا ابن الحلال اتفقنا على ال10 آلاف ولم يزل الزبون يتأمل الحذاء، ولم يسمع الكلام.حيث غادر ولم يلحظ زوجته التي وقفت بجانب بائع ثياب علها تحظى بفرصة الحصول على بلوزة أو قميص لأجل العيد فزوجها نال ما يريد وسيكون له عيد. وعلى طول الرصيف المقابل للسورية التجارية أفاميا يفترش الناس البسطاء ما أحضروه من بيوتهم وما فاض عن حاجتهم أو لم يفض لبيعه وترقيع ثوب عيشهم.. من أدوات منزلية وثياب وأحذية وعددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، تشكيلة ضيقة كما حال أيامهم ويسألون المارة ويهمسون في أذنهم أنها جيدة وتصلح لذوي الدخل المحدود، لينحني أكثرهم لها فيقلبون البضاعة ويختارون ما يحتاجون فهي أرخص من الأسواق، وحتى أن الرصيف ازدحم بأغصان الريحان قرب المقبرة بمناسبة العيد وبضع أغصان منه بآلاف الليرات، ومع كل خطوة من المارة يوجد بضاعة للسؤال (وكل فولة لها كيالها)… يبقى للعيد فرحه في كل قلب صغير وكبير بحذاء أو بدونه.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار