محافظ اللاذقية المهندس عامر إسماعيل هلال: خطوات البناء تسير بوتيرة عالية ومنها سنبدأ مرحلة التعافي من الزلزال 

الوحدة: 18- 4- 2023

تستنهض محافظة اللاذقية إمكاناتها لمواجهة تداعيات الكارثة الزلزالية، عبر التشبيك بين كل المؤسسات والفعاليات الرسمية والأهلية، والسير بخطوات تسارعية للورشة الوطنية التي تعمل بزخم و حيوية، ضمن أولوية أساسية عنوانها تأمين السكن البديل أو المؤقت للتخفيف من معاناة العائلات المنكوبة والدخول بمرحلة التعافي.

يضاف إلى ذلك حالة الاستثمار الأمثل للدعم المقدم من الدول الشقيقة والصديقة، و توظيف كل ذلك  في خدمة المتضررين.

بهذه الكلمات افتتح محافظ اللاذقية حديثه لصحيفة الوحدة، مثنياً على حيوية أهل اللاذقية الذين لم تثنهم سنوات الحرب الطويلة ومخلفاتها عن مدّ يد العون والمؤازرة للأسر المنكوبة، ما خفف كثيراً من آلامها و بلسم بعضاً من جراحها، وشكل عاملاً مساعداً للجهود الحكومية في الاستجابة لتداعيات الكارثة الزلزالية.

* الأولويات وآخر المستجدات

عن آخر مستجدات المواجهة مع الكارثة الزلزالية، ابتدأ السيد المحافظ بالأولويات المتمثلة بتأمين المساكن البديلة، أو المؤقتة، مؤكداً على أن خطوات البناء تسير بوتيرة عالية ومنها سنبدأ مرحلة التعافي من الزلزال، وفي هذا السياق أشار محافظ اللاذقيةإلى وضع حجر الأساس لإطلاق مشروع تركيب 1000 وحدة سكنية بالتعاون مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة والهلال الأحمر فيها، ضمن عملية الفارس الشهم(2)، وقد سُبق هذا المشروع الضخم بعمل دؤوب من قبل المحافظة والشركات العامة الإنشائية لاختيار المواقع المؤهلة لإقامة هذه المساكن بالتنسيق مع الهلال الأحمر الإماراتي، لتبدأ بعدها عمليات تجهيز البنى التحتية، والتي شملت في بعض المواقع استبدال التربة ومدّ خطوط الصرف الصحي والمياه وشبكات الاتصالات والكهرباء، ليتم بعدها إطلاق المشروع وتركيب أول وحدة سكنية مؤقتة، بمواصفات عالية الجودة، وبمساحة ٤٢ م٢، و هي تستوعب من ٥ إلى ٦ أفراد، حيث يتوزع هذا  المشروع على سبع مناطق هي: الفوار، النقعة، الفيض في مدينة جبلة، الرمل الجنوبي (بموقعين فيه ضمن حيّ الغراف)، وتوسع دمسرخو بمدينة اللاذقية واسطامو في ريف القرداحة.

كما كشّف المحافظ عن وجود مشاريع أخرى متعلقة بالسكن المؤقت للمتضررين يتم العمل على إنجازها بالتنسيق مع الدول الشقيقة و الصديقة، وتعمل المحافظة لتحديد المواقع المناسبة لها، و تجهيزها من حيث متطلبات البنى التحتية اللازمة، و سيتم الإعلان عنها لاحقاً مع إنجاز المراحل التمهيدية لها.

* ١٢٨وحدة سكنية مسبقة الصنع.. حصة اللاذقية من منحة جمهورية الصين الشعبية الصديقة

في الحديث أيضاً عن تأمين السكن البديل للمتضررين، أشار السيد المحافظ  إلى أن حصة اللاذقيةهي  ١٢٨ وحدة سكنية من المساكن مسبقة الصنع التي وصلت إلى مرفأ اللاذقية على متن الباخرة الصينية التي حملت (٢٢٨) مسكناً جاهزاً، وقد قمنا بتجهيز عدّة مواقع لها بالتعاون مع لجنة الإغاثة العليا، و هذه المساكن لاتزال ضمن الحرم المرفئي، لحين الانتهاء من تجهيز البنى التحتية لها من صرف صحي و كهرباء و اتصالات و مياه و غيرها، سواء في  جبلة، القرداحة، بستان الباشا، أو غيرها  من المناطق التي تعرضت لضرر كبير في البناء.

* مبادرة كريمة من غرفة تجارة وصناعة دمشق

في السياق ذاته، أشار السيد المحافظ إلى أن غرفة تجارة و صناعة دمشق، وبمبادرة كريمة منها تبرعت ببناء برجين سكنيين آخرين، حيث أرسلوا مندوباً للاطلاع على المواقع المقترحة لإقامة البرجين، وستنفذ الأعمال على الهيكل  مبدئياً، لحين استكمال السيولة المطلوبة.

 

* أبراج سكنية تعلو الأرض..

وعلى طريق المساكن البديلة أيضاً، أشار المحافظ هلال إلى أن الحكومة أطلقت العمل ببناء أبراج سكنية في المحافظة من خلال المؤسسة العامة للإسكان للمتضررين من الزلزال، و العمل جارٍ في هذا المشروع بشكل جيد ومتابعة ميدانية لحظية، لإنجازه وفق أفضل الشروط وبالسرعة المطلوبة،حيث تمت المباشرة بإنجاز 4 أبراج تضم 160 شقة من إجمالي 8 أبراج سكنية، وقد أنجزت الشركات الإنشائية العاملة به أعمال صبّ القواعد والرقبات والعزل تمهيداً لردم الأرضيات وصبّ بلاطة الطابق الارضي.

* توحيد الجهود لتنظيم عمليات توزيع المواد الإغاثية

وبالتوازي تستمر غرفة عمليات الإغاثة بتنسيق جهود توزيع المواد الإغاثية على العائلات المتضررة سواء ضمن مراكز الإيواء أوخارجها عبر المؤسسات المنضوية في هذه الغرفة، والمنظمات و شركائها المحليين، ومن خلالهم تتم إدارة مراكز الإيواء ومتابعة احتياجات المقيمين فيها، من مواد غذائية وصحية وطبية وغيرها من المستلزمات، مع التوجه إلى المتضررين خارج مراكز الإيواء، حيث يتم وضع خطة مشتركة أسبوعية بين المؤسسات ومنها الهلال الأحمر السوري والأمانة السورية للتنمية ومؤسسة العرين الإنسانية والمؤسسة السورية للتجارة يتم من خلالها استهداف مختلف المناطق ضمن المدينة والريف و بموجب بيانات وكشوف ميدانية تجريها اللجان المحلية وبالتنسيق مع الوحدات الإدارية للوصول إلى كل المتضررين.

* لجنة ال (٥٥٥) هي من سيحدد المتضرر الحقيقي من كارثة الزلزال

في جديد آلية العمل استجابة لتداعيات الزلزال، تم تشكيل لجنة برقم (٥٥٥) يترأسها السيد المحافظ، وتضم في عضويتها عشرة أشخاص من أصحاب الصلّة، وقد بيّن السيد محافظ اللاذقية أن هذه اللجنة تشكلت بموجب المادة الثانية من المرسوم التشريعي رقم (٣ ) لعام (٢٠٢٣) الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد، والتي بدأت أعمالها منذ ٢٠ يوماً، وتجتمع أسبوعياً، و ترفع تقريرها لرئيس لجنة الإغاثة العليا السيد وزير الإدارة المحلية، وأشار السيد المحافظ إلى أن إنهاء أعمال هذه اللجنة مرتبط بعمل لجان السلامة العامة العليا، حيث ستستلم منها كل المعلومات النهائية الموثّقة عن الأضرار على اختلافها، من مساكن منهارة وأسماء ساكنيها، سواء أكانوا مالكين، أو مستأجرين، أو منتفعين، وستلحظ أيضاً المساكن التي تحتاج إلى إزالة أو تلك التي تحتاج إلى تدعيم أو ترميم، مؤكداً على أن هذه اللجنة هي المعنية بتحديد المتضرر الحقيقي، و فور انتهاء أعمالها، ستوضع الإعفاءات التي نصّ عليها المرسوم التشريعي رقم(٣) الخاص بمتضرري الزلزال موضع التنفيذ بعد بيان المتضرر الفعلي من كارثة الزلزال، ومن المتوقع أن تنجز لجنة السلامة العامة العليا كامل أعمالها بعد شهرين ونصف تقريباً.

* التوجه لتجهيز سبعة مراكز إيواء بديلة

أكد السيد المحافظ بأن غرفة العمليات مستمرة بعملها انطلاقاً من عدة أولويات، منها: تجهيز 7 مراكز إيواء على المدى المتوسط ضمن المدينة والريف، ونقل الأسر المتضررة إليها، كما يتم التدقيق والكشف على منازل القاطنين ضمن مراكز الإيواء المؤقتة من خلال لجان الكشف المشكلة لهذا الخصوص، وتحديد الأسر المتضررة الحقيقية، للوصول إلى قاعدة بيانات حقيقية بناءً على نتائج عمل لجان السلامة العامة العليا.

* مساهمات… و وعود

أكد السيد المحافظ بأن المحافظة تلقت وعوداً من بعض المنظمات الدولية لتقديم مساعدات للمتضررين ومنها دفع بدلات إيجار منازل لمدة عام، إضافة إلى عملها بتقييم الاحتياجات واستكمال برامج عملها المقرر قبل الكارثة مع وعود منها بتعزيز المشاريع وخطة استجابة كل منها في المحافظة.

وذكر السيد المحافظ بأن  ظروف الحرب الإرهابية، والحصار الاقتصادي الجائر المفروض علينا أثر بشكل كبير على خطة الاستجابة لهذه الكارثة لاسيما المتعلق منها بالقطاع الصحي الإنساني، وأعمال الإغاثة و الإنقاذ وتوفر الآليات الهندسية والفنية اللازمة بأعمال الهدم وإبعاد خطر المباني المتضررة، وقال: نحن نعوّل على دعم الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية والأممية، والتنسيق معها للمساعدة في تحمل جانب من الأعباء الضخمة، سواء بالموضوع الإغاثي، أو تأمين السكن، وغير ذلك من الأعمال، كتدعيم الأبنية المتصدعة أو إزالتها.

وتابع السيد المحافظ قائلاً: منذ وقوع الزلزال نشطت حركة المنظمات والهيئات التابعة للأمم المتحدة في اللاذقية والتي كرّست وقتها وزياراتها الميدانية للاطلاع على حجم الأضرار وتقييم الاحتياجات، ونحن بدورنا كمحافظة نقدم لها كل التسهيلات المطلوبة بما فيها مشاركة البيانات المتعلقة بالمتضررين والجهود الإغاثية ومتطلباتها، ووصل إلى المحافظة في هذا السياق وفد يضم ممثلين عن الدول المانحة لهذه المنظمات الذي تم اطلاعه على أهم الاحتياجات لمواجهة تداعيات الزلزال.

وأضاف السيد المحافظ : يتم التنسيق حالياً مع المنظمات الدولية والأممية لتحديد النطاق الجغرافي لعمل كل منظمة وتزويدهم ببيانات الأسر المتضررة لاستهدافها بشكل منظم ودوري، كما تم إعداد وثيقة مشروع الكشف الهندسي على الأبنية المتضررة بين غرفة العمليات ومنظمتي UNHCR/UNDP، التي تهدف إلى حصر الأبنية المتضررة وبناء قاعدة بيانات لها على بيئة  GIS بما يساعد بالوصول للأسر المتضررة، كما سينعكس إيجاباً على تسريع آلية التدخل المستقبلية.

وأشار السيد محافظ اللاذقية إلى أن المساعدات المقدمة حتى الآن تتعلق ببعض الاحتياجات في مراكز الإيواء وإجراء صيانات بشبكات المياه والمخابز ودعم جهود القطاع الصحي، و نأمل أن يكون لهذه المنظمات دور أكبر خلال المرحلة القادمة لاسيما في مجال الإسكان، مع الحاجة إلى دعم الجهود الحكومية في أكثر من مجال و خاصة مع الأضرار التي لحقت بالمدارس والمراكز الصحية وعديد من المرافق العامة والممتلكات الخاصة.

ياسمين شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار