وما الـحـــــياة إلا اختبــــار فإما النجاح وإما الخذلان والفشل

العدد: 9345

13-5-2019

 

معلوم أنّ الله عز وجل أسكن الروح جسم الإنسان ليحيا بها والتي مصيرها العودة إليه، وهذا أوجب على الإنسان سلوك الطريق القويم ليرّكب أجنحة تمكن روحه من العودة لباريها، وهذه الأجنحة هي أعماله، التي قد تؤدي إلى الخلود أو التهلكة.
تكون كنوز الأحلام تحت وسادة الليل وفي الحياة كنوز الأحلام خالدة.
فالحياة خداع وغرور خطأ وعمل ،فعبث الناس أرقام تخط على التراب.
فلو أراد الله جلّ جلاله لوضع في أبصار الناس أشعة تنبث في انطواء القلوب فتكتشف ما يدور في خَلَد كل إنسان، لكنه جعل الوجه غطاء لمعاني القلب، وجعل الفكر يحتار في تفسيرها وتحليلها، كما جعل الصراع بين القلب آلة الصدق والوجه واللسان آلتي الكذب.
لذلك ترى المرء الفارغ لا يتقن غير الكسل، والعظيم لا يمل من العمل، وحياة الفارغ مجبولة على التردد والخجل، ووقت العظيم مملوء بالعطاء، لهذا الحياة تطرح وتجمع وتحل المسائل وهي تجربة قد تطول وتقصر، لهذا إني أُحدث بخبر ليتني ما علمته بل ليتني إذ علمته ما وعيته وليتني ما أثبت بما فيه، هو أنّ الحرص جبن والجبن ذلّ والذل استعباد، ولا يدخل في هذه الأبواب إلا الشر، فكن حُراً من الأهواء كما خلقت كما إني أحدّث بحديث يشفي النفس ويفتح أبواب العبرة والموعظة، ألا تعلم إن البخل لو مسخ حجراً لتفجرت الأحجار من غيظها، فالبخل يستنبط غير المألوف من المألوف.
فهل يستوي خطأ الإنسان وصوابه؟
هناك أناس: كقبر غطته الزهور وتحته عفن دفينة
وهناك أناس كالدّرة الثمينة التي شعاعها نادر لا يولد من شمس ولا من قمر بل من ظلمة البحر، قال الفيلسوف رديوجينيس:
ينبغي ألا تعد ثروة الإنسان بأمواله وممتلكاته بل بعدد الأشياء التي يعيش غير محتاج إليها، فالحقيقي في الحياة هو كل شيء أتى من تركيب أو تحليل وتحليل وتركيب، فالنخلة ما هي إلا نواة مخزونة في بلحة، كما أنّ العالم مخبوء بالإنسان، وهذا الذي كان الله خلقه على مراحل، ففي كل عصر يتبدل عقله ويتطور في المستوى والفكر و كأن لكل عصر إنسانه الخاص به.

نديم ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار