الوحدة 8-4-2023
جاءت ولادة البعث لتعلن انطلاق النضال الجماهيري المنظم مضيفاً بذلك مدماكاً جديداً في مسيرة شعبنا النضالية وحركة التحرر العربية والعالمية، ففي كل قرية وخلف كل شجرة وتحت كل حجر وفوق كل تل، وبين جنبات كل سهل ترتسم التفاصيل المورقة التي تزيد مساحات الأمل القادم وتخصب الحياة، وزيادة الانتماء لهذه الأرض وطرد المستعمرين والغزاة عنها.
في أوائل عام 1945 صاغ حزب البعث العربي فكرته في جملة مبادئ أسماها (أهداف وغايات)، تألفت من 23 فقرة في أربعة أقسام تناولت جملة من المبادئ والأفكار القومية والاشتراكية والثورية والثقافية، وقد أقر بعض هذه الأهداف في دستور الحزب الذي أقره المؤتمر التأسيسي الأول في الفترة (4-6) نيسان 1947، واعتبر يوم السابع من نيسان 1947 عيداً لميلاد الحزب، وقد ولد الحزب وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة الدقة والتداخل والتعقيد، حيث كان الاستعمار الأوروبي يبسط سيطرته على معظم أرجاء الوطن العربي، بينما كان الأمريكيون يرسمون خططهم للوصول إلى المنطقة.
وكانت الحرب العالمية الثانية تدمر وتحرق كل منجزات الحضارة الإنسانية في مناطق كثيرة على سطح الكرة الأرضية.
حزب البعث العربي الاشتراكي أول حركة ثوريّة عربية أقامت تنظيمها على أساس قومي، وعلى مستوى الوطن العربي كله، واعتمد في بناء نظريته النضالية على التحليل العلمي للواقع العربي والإدراك العام لحقيقة التحديات التي يواجهها، وأخذ دوره الطليعي البارز في معالجة رواسب الاستعمار ومخلفاته من تجزئة وتبعية وجهل وشرذمة وتخلف، وساهم في توحيد قضايا الجماهير العربية على مستوى الوطن العربي كله، وضحى بنفسه لقيام أول تجربة وحدوية في تاريخ العرب الحديث ووقف إلى جانب الأحزاب التقدمية والحركات التحريرية في الوطن العربي والعالم ورفدها بالعون والاستفادة من تجاربها ومنجزاتها.
نعمان إبراهيم حميشة